الأردنُ: نظامُ الأسدِ يبتزُّ الأردنيينَ بملفِّ المياه

كشفَ الجانبُ الأردني رفضَ نظام الأسد تزويدَه بالمياه لتعويض أزماتِه المائية التي يعانيها، وفقَ اتفاقياتٍ سابقة موقّعة بين الطرفين، وذلك في خلافات سياسية عادت بين الجانبين ولا سيما قضيةِ المنطقة الجنوبية لسوريا، والتي باتت تشكّل تهديداً واضحاً للأردن وأمنِه القومي.

وقال وزيرُ المياه والري محمدُ النجار، أمس في تصريحاتٍ نقلتْها قناةُ (المملكة) الأردنية، إنَّ بلاده طلبت من نظام الأسد تزويدَه بـ 30 مليون مترٍ مكعّبٍ من المياه “إلا أنَّ الطلبَ قوبل بالرفض”.

وأضاف الوزير أنَّ “الطلبَ تمَّ رفضُه نتيجةَ الظروف الجوية والوضعِ السياسي في مناطق بجنوبي سوريا”، الأمرُ الذي لم تعلّقْ عليه حكومةُ الأسد بشكلٍ رسمي.

ويعاني الأردن أزمةَ مياه تضاف إلى أزماته الاقتصادية والأمنيّة، الأمرُ الذي دفعه العامَ الماضي لإعادة تفعيل العلاقات مع نظام الأسدِ بجملة اتفاقيات خدميّة واقتصادية ولا سيما فتحِ المعابر الحدودية بعد إغلاقِها منذ عام 2012 نتيجةَ الخلافات بين الطرفين بسبب دعمِ عمّانَ للثورة السورية.

وبدأت العلاقاتُ تعود بشكلٍ رسمي بين المملكة الأردنية ونظامِ الأسد في أيلول الماضي، بعد نحو عقدٍ على انقطاعها بسبب الثورة السورية التي ادّعتْ عمّان دعمَها والوقوفَ بجانبها حتى النهاية، لكنَّها ساهمت مع عدد من الدول الأخرى بإعادة تعويمِ بشارِ الأسد ونظامهِ من خلال فتحِ المعابر الحدودية واستئنافِ الرحلات الجوية والبرية وتفعيل الاتفاقيات المشتركة وخاصةً التجارية.

وتكللت تلك الجهودُ باستقبال الحكومة الأردنية حينها، وفداً وزارياً من حكومة الأسد في العاصمة عمّان بهدف بحثِ الاتفاقيات المشتركة وإعادةِ العلاقات بشكلٍ كاملٍ بين الطرفين اللذين اتفقا على “استئناف رحلاتِ طيرانِ (الملكية الأردنية) لنقلِ الركاب بين الأردن وسوريا، كما تمَّ التوافقُ على آليات عملٍ مشتركة وتفاهماتٍ وجداولَ زمنية لـ “تعزيزِ التعاون في مجالات التجارة والطاقة والزراعة والمياه والنقل بما يعودُ بالفائدة على البلدين”.

وشكّل الموقفُ الأردني دعماً واضحاً لنظام الأسد وميليشياته من خلال دعمِه اقتصادياً وسياسياً ونكثِ الاتفاقات السابقة المتعلّقةِ بالثورة السورية التي دعمتها عمانُ منذ عام 2011، لكنَّ تلك التفاهمات انعكست سلباً على الأردن نتيجةَ الخطر الإيراني على حدودها مع سوريا، وخاصةً قضيةَ تهريب المخدّرات والأسلحة إلى أراضيها بدعمٍ مباشرٍ من ميليشيا الأسد.

وكان الملكُ عبد الله الثاني حذَّر في وقت سابق من “تصعيد المشاكل” على حدود بلاده مع سوريا بسبب زيادةِ النفوذ الإيراني وتراجعِ الوجود الروسي، في ظلّ خطرٍ غيرِمسبوق تشهدُه الحدودُ الأردنية مع سوريا بسبب عمليات تهريبِ المخدّرات المتكرّرة، والتي أدّت عدّةَ مرّاتٍ لاشتباكات بين حرسِ حدود الأردن والمهرّبين، قُتل على إثرها عددٌ من عناصر حرسِ الحدود الأردني.

ودعا العاهل الأردني الشهرَ الماضي إلى تشكيل تحالفٍ عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلفِ شمالِ الأطلسي “الناتو”، تشترك فيه ما وصفها بـ ”الدولِ التي تمتلك نفسَ التفكير”، مشيراً إلى أنَّ وجودَ الميليشيات الشيعية على حدود بلادِه أصبح يشكّل خطراً على أمنِها القومي لانشغالها بتهريب المخدّرات والأسلحة، لافتاً إلى أنَّ هناك إشاراتٍ لعودة تنظيم داعش إلى المنطقة مجدّداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى