الأمم المتحدة تتهم موسكو باستغلال إحداثيات المرافق الطبية في إدلب لقصفها داعيةً لحماية المدنيين هناك

قدّم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “مارك لوكوك” لأعضاء مجلس الأمن الدولي يوم أمس الثلاثاء صورة قاتمة عن الأوضاع الإنسانية في سوريا وخاصة في منطقة إدلب، كما ناشدهم بالتحرّك لإنهاء الحرب هناك وحماية المدنيين.

حيث جاء ذلك خلال إفادة “لوكوك” في الجلسة المنعقدة حول قرارات مجلس الأمن السابقة ذات الصلة بالوصول الإنساني في سوريا ومدى تنفيذها.

وقال “لوكوك”: “أسبوع بعد أسبوع، وشهر بعد شهر، وسنة بعد سنة، أطلعكم على المعاناة الإنسانية في سوريا، وناشدتكم مراراً حماية المدنيين، لضمان وصول المساعدات الإنسانية، وضمان التزام الأطراف التزاماً تاماً باحترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.

وأضاف “لوكوك”: “مراراً وتكراراً، أعود هنا لأخبركم بأحدث أعمال الرعب الذي يواجه المدنيين، وفشل الأطراف في تنفيذ التزاماتها الأساسية، وأكرّر دعوتي مرّة أخرى اليوم إلى ضرورة تخفيف المعاناة وإنقاذ الأرواح وإنهاء القتال”.

وبالنسبة للوضع الإنساني في شمال غرب سوريا، أكّد المسؤول الأممي على “استمرار القتال هناك بلا هوادة على الرغم من جهود التوصّل إلى وقف لإطلاق النار”.

وتابع “لوكوك” بقوله: “وأفيد بمقتل 32 مدنياً على الأقل، منهم نساء وأطفال، وأصيب آخرون في القصف الجوي وإطلاق نيران المدفعية جنوبي إدلب، كما جرى الإبلاغ عن مقتل 7 أشخاص منهم طفل، وأصيب آخرون نتيجة قصف جوي ومدفعي شمال ريف محافظة حماة، كما شُرّد مئات آلاف الأشخاص”.

وأردف “لوكوك” قائلاً: “هناك سبب وجيه للقلق، في 20 حزيران أصيبت سيارة إسعاف تنقل امرأة مصابة في معرة النعمان بريف إدلب، مما أدّى إلى مقتلها ومقتل ثلاثة من المسعفين، يجب أن نرى نهاية لهذه الهجمات على العاملين في المجال الطبي”.

حيث أعلن “لوكوك” أنّه طلب توضيحات من موسكو بشأن كيفية استخدامها للبيانات المتعلقة بمواقع العيادات والمستشفيات السورية في منطقة إدلب.

كما أبلغ “لوكوك” مجلس الأمن الدولي انّه ليس متأكّداً من أن المستشفيات التي تتشارك بإحداثيات مواقعها ضمن نظام الأمم المتحدة لـ “فضّ النزاع” ستكون خاضعة للحماية.

ووفقاً للأمم المتحدة فقد تعرّضت أكثر من 23 مستشفىً لضربات منذ أن شنّت قوات الأسد في آواخر نيسان الماضي هجوماً واسعاً على الشمال السوري المحرّر.

وكانت قد نفت موسكو بشدّة أن تكون حملة القصف قد استهدفت مستشفيات في منطقة إدلب، وهي تصرّ على أنّ العملية العسكرية تهدف إلى طرد الإرهابيين من المنطقة، والتي تغطّيها اتفاقية خفض التصعيد التي تمّ التوصّل إليها العام الماضي بين موسكو وطهران وأنقرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى