الإدارةُ الروسيّةُ لمعملِ الأسمدةِ الآزوتيّةِ في حمصَ تُوقفُ مئاتِ العاملينَ عن العملِ
أوقفت الإدارة الروسية لمعمل الأسمدة الآزوتية في حمص مئات العمال والموظفين من ملاك المعاملِ الأربعةِ (الكبريت- الامونيوم-السماد الفوسفاتي- اليوريا) عن العمل لفترة غيرِ محدودة.
وأكّدت مصادر إعلاميّة استياءَ جميع الموظفين الذين تمَّ إيقافُهم عن العمل بشكلٍ تعسّفي من قِبل الإدارة الروسية المسؤولة عن تسيير شؤون معملِ الأسمدة الآزوتية، والذين طالبوا بتدخّلِ نظام الأسد الذي لم يحرّك ساكناً حيالَ الأمر.
وأشارت المصادر إلى أنَّ الإدارةَ الروسيّة قرّرت الاحتفاظَ بما يقارب ٧٠٠ عاملٍ فقط من أصل ٣٠٠٠ عاملٍ، بدوام نصف شهري بمعدل دوام ١٥ يوماً، ومثلها إجازة مشترطين على الموظفين القبول بنصف راتبٍ بمعدل ٢٥٠ ألفَ ليرة، أي ما يعادل ٢٠ دولار امريكي.
وذكرت مصادر متطابقة من داخل مكتب القبول المسؤولِ عن أرشيف الموظفين أنَّ العشرات ممن تمَّ قبولُ استمرارهم بالعمل قدّموا على إجازاتٍ (بدون راتب) لفترات تراوحت بين العام والستّة أشهرٍ، من أجل البحث عن فرصة عملٍ أفضلَ داخل سوريا، في الوقت الذي قرّرت شريحةٌ لا بأس بها من الموظفين التوجّهَ إلى لبنان، بطريقة غيرِ شرعية، للبحث عن لقمة العيش التي لم تعدِ الرواتبُ الشهرية ضمن المؤسسات الحكومية التابعةِ لنظام الاسد تقوى على تأمينها.
وحمّلَ الموظفون المفصولون من العمل حكومةَ نظام الأسد المسؤوليةَ الكاملة، عما آلت إليه الأوضاعُ، لاسيما أنَّ من بين المفصولين عن العمل أشخاصاً مضى على تعاقدهم مع إدارة معامل الأسمدة الأزوتية ما يزيد عن ٢٠ عاماً، إلا أنَّ إطلاق يدَ روسيا ضمن الإدارة الجديدة، أتاحت لها الفرصةَ بالتحكّم برقاب الموظفين دون أيّ تدخّلٍ من قبلها.
يُشار إلى أنَّ نظامَ الأسد قام بمنح كلٍّ من روسيا وإيران امتيازات لتوقيع عقودِ استثمار ضمن قطاعات النفط والغاز بالإضافة لمناجم استخراج الفوسفات.
ووقّعت شركةُ “ستروي ترانس غاز” الروسية عقدًا مع حكومة نظام الأسد في تشرين الثاني ۲۰۱۸، يقضي باستثمار شركةِ الأسمدةِ ومعاملها الثلاثة مدّةَ أربعين عاماً قابلةً للتجديد.
وبموجب العقد، يقوم الجانبُ الروسي بإعادة صيانة المعامل الثلاثة، ويلتزم بالحفاظ على إنتاجيتها وإيصالِها للطاقة التصميمية خلال عامين، بحيث تبلغ حصةُ الشركة السورية من الأرباح ۳٥% مقابل ٦٥% للشركة الروسية، بحسب بنود العقدِ التي نشرتها وقتَها صحيفةُ “تشرين” الرسمية.