الإعلامُ التركيُّ يسلّطُ الضوءَ على مخاوفِ السوريينَ من التقاربِ مع نظامِ الأسدِ

كشفت صحيفةٌ تركيّةٌ خلالَ استطلاعٍ مصغّرٍ أجرته بين اللاجئين السوريين، المخاوفَ والقلقَ الكبير لديهم من التقارب التركي مع نظام الأسد، واللقاءَ المحتملَ بين الرئيس رجب طيب أردوغان ورأس النظام.

وعبّر اللاجئون الموجودون في تركيا عن مخاوفِهم بعد أوّلِ اتصالٍ بين تركيا ونظام الأسد منذ 11 عاماً، ولا سيما في المرحلة القادمةِ التي ستبدأ فيها اتصالاتٌ رفيعةُ المستوى بين الطرفين، وفقَ ما نقله موقعُ “أورينت نت” عن صحيفة “يونيفرسال” التركية.

وقال اللاجئ السوري “آدم معرستاوي” في تصريحاتِه للصحيفة عن “الأسد القاتل”، إنَّ نقطةَ الالتقاء معه أحدثت ارتباكاً بين اللاجئين، لكنَّ الشعورَ العام السائد كان هو القلق.

وأضاف “معرستاوي” أنَّه بعد أنْ دخل وخرج من تركيا للعمل في السنوات الأولى من الحرب، اضطّر إلى مغادرة سوريا مجدّداً عام 2014، وعندما سُئِل عن الاتصالات بين البلدين أوضح أنَّ مخاوفه بدأت العام الماضي، ولا سيما بعد تصريحاتِ المسؤولين الأتراك سواءٌ الحكومة أو المعارضة حول إعادة اللاجئين.

وأشار إلى أنَّ مصطلحاتِ وعباراتِ “عودة طوعيّة” و”عودة آمنة” و”سنتوصّل إلى اتفاقٍ مع الأسد ونرسلهم” بدأت في الانتشار بشكلٍ كبيرٍ، وخاصة بعد تغيّر الموقف الرسمي الذي كان رافضاً لإرسال السوريين أو حتى الجلوس مع الأسد، لكنْ فجأةً أعلن الرئيس التركي أنّه يصنعُ منطقةً آمنة وسيرسل السوريين إليها.

وأوضح معرستاوي أنَّ السوريين يشاركون في مجموعات (واتس آب) حيث يتحدّثون عن التطوّرات في تركيا، وأنَّهم عانوا من صدمةِ الثقة بعد التطوّرات الأخيرة، حيث إن الحكومةَ استقطبت المهاجرين إلى جانبها في البداية وكان حزبُ العدالة والتنمية يقول باستمرار “نحن إلى جانب المهاجرين” لكنَّ الأمورَ تغيّرت الآن.

وفيما يتعلّقُ بلقاء “أردوغان-الأسد”، قال معرستاوي إنَّه لا توجد وجهةُ نظرٍ مشتركة مئة بالمئة بين اللاجئين فيما يتعلّق بذلك، فهناك العديدُ من الأفكار المختلفة، والشيء الوحيد المشتركُ هو القلق، مضيفاً أنَّ هناك من لا يظهر نفسه وسيتّخذ موقفاً وفقاً لمن يفوز في النهاية.

وأكّد على أنَّ نظامَ الأسد يهدّد حياةَ غالبيةِ اللاجئين الفارّين من سوريا، ولهذا السبب فإنَّ غالبيةَ اللاجئين يرون أنَّه لا ينبغي لهم لقاءُ الأسد، لافتاً إلى أنَّ عائلته الآن تعيش في حلب وهي عالقةٌ هناك ليس لديها أيُّ خيارات أخرى مع وجودِ ظروفٍ معيشيّة غاية في السوء.

فيما يتعلّق بإعادة مفاوضات تركيا مع نظام الأسد وانعكاسِها على اللاجئين، قال مكتب الهجرة التركي إنَّ لأنقرة حساباتها الخاصة فيما يتعلّقُ بالمحادثات، وهذه ليست حسابات يمكن للحكومة التخلّي عنها بسهولة ولكن عندما يتعلّق الأمرُ بالسياسة، فلا يوجد أعداءٌ للأبد.

وبيّن المكتبُ أنَّ الثقةَ ليست قضيةً يمكنُ أنْ تزدهرَ في أيِّ عمليةٍ انتخابية، وإنَّ ذلك يمكن أنْ يكونَ مجرّدَ دعاية انتخابية كالقول إنَّ شروط العودة قبل الانتخابات قد تمَّ الوفاءُ بها، وكلُّ خطوةٍ تُتّخذ دون مراعاة الظروف الإنسانية للعودة ستؤدّي باللاجئين إلى الظلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى