الائتلافُ الوطني السوري يجري محادثاتٍ مع مندوبِ روسيا في الأممِ المتحدةِ

عقد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض الدكتور نصر الحريري، اجتماعاً افتراضياً، مع المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فاسيلي نيبينزيا، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ 75.

وحضر اللقاء كلٌّ من نوّاب الرئيس عبد الحكيم بشار، وربى حبوش، ومنسّق دائرة العلاقات الخارجية في الائتلاف الوطني عبد الأحد اسطيفو، وعضو الهيئة السياسية بدر جاموس، وعضو الهيئة العامة ديما موسى، وممثلة الائتلاف الوطني لدى الأمم المتحدة مريم جلبي.

وقال رئيس الائتلاف الوطني إنّه منذ أيام كانت الذكرى الخامسة للتدخّل العسكري الروسي في سورية، الذي جاء لتثبيت النظام بعدما كان آيلاً للسقوط، مما خلّف المزيد من آلاف الشهداء والمعتقلين وملايين المهجّرين، ولكنّ النظام ازداد ضعفاً بقدر ما زاد إجراماً وتعنتاً، فالعملية السياسية معلّقة منذ خمس سنوات دون أيِّ تقدّمٍ، إضافة إلى استمرار الكوارث الإنسانية بحقّ المدنيين.

وتحدّث رئيس الائتلاف الوطني عن نتائج أعمال اللجنة الدستورية السورية، وأشار إلى أنّه لا يوجد أيُّ نتائج رغمَ استعداد هيئة التفاوض السورية ومشاركتها الجادة بعد ثلاث سنوات من فكرة تشكيل اللجنة، إضافة إلى عدم الاتفاق حتى الآن على جدول أعمال الجولة القادمة، بسبب تعطيل النظام وما يتمتّع به من حماية سياسية ودبلوماسية روسية.

وأشار الحريري إلى أنّ هدوءاً نسبياً قد تحقّق في الشمال السوري بعد توقيع اتفاق وقفِ إطلاق النار في آذار الماضي بين تركيا وروسيا، ولكن بقي هذا الاتفاق هشّاً بسبب الخروقات المستمرّة من نظام الأسد والميليشيات الإيرانية.

وتساءل الحريري خلال الاجتماع بالمبعوث الروسي إلى متى ستستمر روسيا بدعم هذا النظام و إلى أين سورية ذاهبة بعد عشر سنوات من انطلاق الثورة السورية، وخمس سنوات من التدخل العسكري الروسي، وسقوط أكثرَ من مليون شهيد، وملايين النازحين والمهجّرين واللاجئين، ومئات الآلاف من المعتقلين الذين توفي معظمهم بسبب التعذيب.

وأكّد الحريري على أنّ الائتلاف الوطني يدعم الحلَّ السياسي في البلاد، ومتمسك بتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدّمتها القرار 2254، مطالباً الجانب الروسي بتوضيح رؤيته للحلِّ في سورية، وإمكانية الوصول إلى خارطة طريق لتطبيق القرارات الدولية الخاصة بسورية.

ولفت الحريري إلى أنّ الوضع الإنساني في سورية لا يمكن حصرُه بالوضع الاقتصادي فقط، وقال إنّ “الحديث هنا يجب أنْ يكون عن الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه كلُّ السوريين في جميع المناطق، فلا يمكن الحديث عن أشياء وتجاهل أشياء أخرى”، وضرب مثالاً حول معاناة المعتقلين في سجون النظام، ومعاناة الباحثين عن المساعدات الإنسانية والذين لا يستطيعون الحصول عليها بانتظام بعد تخصيص معبر واحد لإدخال المساعدات الإنسانية إلى البلاد.

وأكّد الحريري على أنّ حلَّ جميع مشاكل سورية، بما فيها رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام، وعودة اللاجئين السوريين، مرتبط بالانتقال السياسي من خلال تطبيق القرار الدولي 2254 كاملاً، والوصول إلى حلٍّ سياسي يضمن توفير البيئة الآمنة والمحايدة والمستقرة.

كما أكّد على دعم الائتلاف الوطني لأيِّ عملية حوار بين السوريين أنفسهم بشرط أنْ تكون مخرجاته مفيدة وموجّهة للحلِّ السياسي الانتقالي.

من جانبه أوضح السفير الروسي أنّ بلاده تشجّع الجميع للانخراط في العملية السياسية والدستورية، وتحدّث عن نيّة بلاده إقامة مؤتمر خاص بإعادة الإعمار وعودة اللاجئين في تشرين الثاني القادم في دمشق؛ وردّ الحريري على ذلك بالقول إنّ هذا المؤتمر لن يكون مفيداً بدون تحقيق شروط البيئة الآمنة والشفافية وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة وضمان عودة اللاجئين الطوعية والآمنة حتى تطبيق كامل القرار 2254 وبيان جنيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى