الاحتلال الإسرائيلي يستهدف استخبارات ميليشيا “حزب الله” في سوريا

قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إنّ غالبية الهجمات المنسوبة للاحتلال الإسرائيلي كانت موجّهة ضد أهداف في سوريا لها علاقة بتمركز الاحتلال الإيراني وتعاظم قوة ميليشيا “حزب الله” هناك.

واعتبرت “معاريف” أنّه إذا كان آخر هجوم منسوب للاحتلال الإسرائيلي في سوريا الأسبوع الماضي في هضبة الجولان قد وقع فعلياً , فإنّه مختلف عن الهجمات السابقة.

وقدّرت “معاريف” أنّ هذا الهجوم يعبّر عن التغيّر النسبي في الميزان المتعلق بحرب الاحتلال الإسرائيلي ضد ميليشيا حزب الله اللبناني في سوريا، في مقابل المحتل الإيراني الذي كان في السنوات الأخيرة محور عمليات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت “معاريف” أنّ الاحتلال الروسي استطاع إبعاد المحتل الإيراني عن الحدود , وذلك من خلال اتفاقيات متعدّدة جرى التوصّل إليها مع الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة , وميليشيا “حزب الله” تعمل في المنطقة ايضاً بتوجيه من المحتل الإيراني , لكن أيضاً بصورة مستقلّة.

وتستذكر “معاريف” أنّه قبل ثلاثة أشهر كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن “ملف الجولان” الذي عرض الآلية وبناء القوة لبنية وصفها بـ”الإرهابية” تابعة لميليشيا “حزب الله” في هضبة الجولان.

وتضيف الصحيفة أنّ ميليشيا “حزب الله”تعمل الآن في الفراغ الناشئ في هذه المنطقة من دون قيود، سواء إزاء الاحتلال الروسي أو إزاء قوات الأسد الذي يقوم المحتل الروسي بجزء أساسي من عملية تأهيله وإعادة بنائه، وفعلياً فإنّ أسلوب عمل الميليشيا في المنطقة متحرّر أكثر من أسلوب المحتل الإيراني، على قول الصحيفة.

ونقلت “معاريف” عن مصادر إستراتيجية إسرائيلية أنّه منذ أعادت قوات الأسد السيطرة على منطقة “تل الحارة” الإستراتيجية ومواقع في هضبة الجولان يعتقد مسؤولون في دولة الاحتلال الإسرائيلي أنّ ميليشيا “حزب الله” تعمل تحت حماية مواقع قوات الأسد , وبحسب التقديرات تعمل الميليشيا بواسطة السوريين على جمع معلومات استخباراتية ووضع معدّات تكنولوجية متعدّدة الغرض منها إعداد الأرضية لهجمات مستقبلية.

من التقارير المنشورة في سوريا، يبدو أنّ هجوم الاحتلال الإسرائيلي لم يكن موجّهاً من أجل قتل جنود وعناصر للمحتل الإيراني أو من ميليشيا “حزب الله”، أو قوة هدّدت مباشرة جنوداً ومدنيين يسكنون المنطقة. من المعقول الافتراض أنّه موجّه ضد معدات تكنولوجية كهذه أو غيرها يمكن أن تُستخدم لجمع معلومات استخباراتية ومراقبة الجانب الإسرائيلي، أو قدرات عسكرية أُخرى تزعج الاحتلال الإسرائيلي، وفي هذه المناسبة تقرّر مهاجمتها. كذلك لا يمكن تجاهل ارتفاع درجة الرسائل الحادة المتبادلة مؤخراً بين “نصر الله” وكبار مسؤولي جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين بدأوا بمهاجمة “نصرالله” شخصياً، وفق ما جاء في مقال “معاريف”.

في الأشهر الأخيرة، تُطرح علامات استفهام عما إذا كانت ميليشيا “حزب الله” ستأخذ فعلياً مكان الاحتلال الإيراني كـ”تهديد مهم” على الاحتلال الإسرائيلي في الحاضر والمستقبل أيضاً من الأراضي السورية، بما يتلاءم مع الطاقات والجهود التي توظّفها الميليشيا في ذلك. كذلك هناك تغيير في سلم أولويات أهداف هجمات الاحتلال الإسرائيلي في سوريا. ويقول مراسل “معاريف” في مقاله إنّ هذه ليست معادلة مطلقة، “الإيرانيون لا يزالون ينشطون في سوريا ولا يتنازلون عن ذلك، وحزب الله نفسه هو أيضاً يدور في فلك إيران وعمله في سوريا أسهل من عمل الإيرانيين هناك”.

لكن من الناحية الأُخرى ما يجري هو أيضاً عمليات لميليشيا “حزب الله” انطلاقاً من مصالحه في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ومن المنتظر أن يستمر هذا التوجّه في الأشهر المقبلة، ومثل المنطقة الجنوبية أيضاً، هضبة الجولان ستكون بعيدة عن الهدوء والاستقرار في هذا الوقت.

يذكر أنّ عشرات المواقع الإيرانية داخل الأراضي السورية تعرّضت لهجمات من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال العامين الماضيين واستهدفت تلك الهجمات مستودعات أسلحة وقوافل عسكرية ومراكز قيادة إيرانية داخل سورية وتسبّبت بقتل العديد من العسكريين الإيرانيين العاملين داخل سوريا دون أن تقوم أيران بالردّ على أيّ من تلك الهجمات والاكتفاء بالتهديد والوعيد على غرار حليفها الأسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى