الانتشارُ العسكريُّ والتغلغلُ الإيرانيُّ في جنوبِ سوريةَ

منذ تعهّد الاحتلال الروسي بإخراج الاحتلال الإيراني من الجنوب السوري، مقابل تسليم الاحتلال الإسرائيلي والأردن المنطقة لنظام الأسد، يستمر الاحتلال الإيراني في تكثيف تواجده جنوب سوريا, وذلك بحسب دراسة نشرها مركز طورون للدراسات.

وأوصح المركز خلال دراسته أنّ الاحتلال الإيراني يعتمد على ثلاثة مرتكزات أساسية لتثبيت وجوده في الجنوب السوري, أولها, “التشييع الناعم” وذلك من خلال المراكز الثقافية، الجمعيات الخيرية، البعثات الدراسية، المدارس، الأفلام والمسلسلات الدينية والتاريخية، والقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية.

وثانياً, “تسييس التشيع”، وذلك من خلال إيصال الشيعة لمناصب قيادية عبْر الأحزاب والحركات السياسية والمال، كما فعل مع ميليشيات “حزب الله” اللبناني، والحشد الشيعي العراقي.

ثالثاً, “عسكرة التشيع”، من خلال التجنيد والتسليح والدعم لتكوين الميليشيات الشيعية المحلية وتدريبها من ميليشيات الاحتلال الإيراني.

وأضاف المركز أنّ الاحتلال الإيراني تغلغل بشكلٍ كبيرٍ في الجنوب السوري، وتحديداً في القنيطرة ودرعا، وله قوات عسكرية، خاصة في منطقة اللجاة، ويقوم قادة ميليشياته، بزيارات لتلك المنطقة، كما يقوم بتجنيد الشباب عن طريق مكتب الفرقة الرابعة الأمني بالإغراء بالرواتب والإعفاء من الخدمة العسكرية، وينشر المخدرات، ويستقطب الوجهاء، كوجهاء من عائلة المسالمة، لرئاسة جمعياته الشيعية، وجمعِ معلومات عن العاملين في الثورة السورية في الجنوب السوري وإنشاءِ تشكيلات عسكرية كالقوة 313 من أبناء محافظة درعا بقيادة وسيم مسالمة.

وتحدّثت الدراسة أيضاً على سيطرة الاحتلال الإيراني على قيادة الفرقة التاسعة مدرعات في مدينة الصنمين، وقيادة الفرقة الخامسة في إزرع، وتلال الحارة والشعار، وله تواجد في مدينة إزرع (الفوج 75، الصالة الرياضية، اللواء 12، مكتب الفرقة الخامسة، وحاجزي الكهرباء والجاروشة)، وفي مدينة الشيخ مسكين (داخل منطقة الإسكان)، وفي بلدة نامر (مدرسة التدريب، تلة نامر، الكتيبة المهجورة)، بالإضافة لرحبة جباب وتل غشيم وجامعة اليرموك، وتل مرعي، وتلول فاطمة ومعسكر الطلائع في مدينة القنيطرة

ونوّهت الدراسة إلى أنّ الاحتلال الإيراني مدّ جسراً برياً يمتد من معبر القائم ، مروراً بتدمر إلى منطقة حران العواميد والعتيبة بغوطة دمشق الشرقية، ثم إلى اللجاة، ومنه على مايبدو إلى جنوب لبنان، حيث يعمل على وصل الجنوب السوري بجنوب لبنان لفرض طوق مذهبي يمكّنه من كسبِ ورقة تفاوض على حساب الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى