البحرةُ يطالبُ بيدرسون بإطلاعِ مجلسِ الأمنِ على صورةِ تعمّدِ نظامِ الأسدِ إفشالَ أعمالِ اللجنةِ الدستوريةِ

طالب الرئيسُ المشترك للجنة الدستورية عن المعارضة “هادي البحرة”، المبعوثَ الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا “غير بيدرسون”، بـ”ضرورة التوصّل الى جدول زمني لعمل اللجنة الدستورية، ومنهجية لإدارة النقاش كي يكون مثمِراً”, ووضع مجلس الأمن بصورة تعمّد نظام الأسد إفشال أعمال اللجنة، موضِّحاً الأساليب التي انتهجها نظام الأسد لإعاقة سيرِ الجولة الماضية.

وقال البحرة، في بيانٍ نقلتْه صفحةُ “هيئة التفاوض السورية – اللجنة الدستورية السورية”، على فيسبوك, أمس الأحدَ، إنَّ “مواقف نظام الأسد وممارساته أثبتتْ أنَّه لا نيّةَ ولا جديّةَ لديه تجاه أيِّ حلٍّ سياسي يؤدّي لتنفيذ هذه القرارات، والتي بات الجميع يعلم أنَّه لا حلٌْ سياسي قابل للاستدامة إلا بالتطبيق الكامل والصارم لها”.

وأضاف أنَّ “وفد النظام لم يلتزمْ بجدول الأعمال المحدّد للجولة الخامسة ما أدّى إلى إعاقة أعمال اللجنة وعدم إحراز أي تقدّم فيها، حيث رفض ممثلو النظام اقتراحاً مقدَّماً من ممثلي هيئة التفاوض بخصوص منهجية لإدارة النقاشات في اللجنة كي تكون مثمرةً ورفضوا تقديمَ اقتراح للمنهجية، كما رفضوا الاقتراح الذي تقدَّم به المبعوث الخاص للأمم المتحدة بهذا الخصوص”.

ووفقاً للبحرة، فقد رفض وفدُ نظام الأسد وضع إطار زمني للعملية، ورفض اقتراحَ المعارضة بأنْ تكون مدّة دورات الاجتماعات ثلاثة أسابيع متواصلة والفاصل بين الدورة والتي تليها أسبوعٌ واحدٌ.

وأكّد البحرة أنَّ ممثلي نظام الأسد رفضوا كذلك التقدّم باقتراح لصياغات لمبادئ دستورية أساسية، مصرّين على حصرِ طروحاتِهم في إطار الإعداد والنقاش لمبادئ خارج سياق الصياغات الدستورية”, مشيراً إلى أنَّ ممثلي الهيئة وجزءاً من ممثلي المجتمع المدني قدَّموا ما يقارب من 35 صياغة دستورية لمبادئ أساسية، وفقَ جدول الأعمال ولم يتمَّ التفاعلُ معها بطريقة يمكن أنْ ينتجَ عنها مخرجات.

وأشار البحرة إلى أنَّ ممثلي نظام الأسد قدّموا ورقة في آخر جلسة من الاجتماعات، عنوانُها “عناصر أساسية في سياق الإعداد للمبادئ الدستورية”، أي أنَّهم أعلنوا في اليوم الأخير من اجتماعات الدورة الخامسة عبرَ ورقتهم تلك عدمَ التزامهم بجدول الأعمال المحدّد لها وإصرارَهم على الاستمرار بجدول أعمال الدورتين الثالثة والرابعة.

وأوضح أنَّ وفدَ نظام الأسد لا يزال يشترط الاتفاق على ورقة “الأسس والمبادئ الوطنية” التي قدَّمها في الدورة الرابعة لبدء عملية صياغة الدستور, لافتاً أنَّ وفد المعارضة على يقينٍ بأنَّ نظام الأسد مازال يرفض صياغةَ الإصلاح الدستوري، غيرَ أنّه كان على المعارضة أنْ تثبت من خلال مشاركتها للشعب السوري أولاً وللأمم المتحدة وللدول الأعضاء في مجلس الأمن والدول المهتمّة بالملفِّ السوري والمجتمع الدولي عموماً عدمَ جديّة النظام.

ووفقاً للبيان، “أكّد وفدُ المعارضة لتلك الدول إصراره بأنَّ الوقت قد حان لتواجه الواقعَ الذي تعرفه جيداً منذ البداية بعدم جدية نظام الأسد تجاه العملية السياسية، وبالتالي استحالة تنفيذ قرارات مجلس الأمن دون وجود إرادةٍ دولية فاعلة وتوافقٍ دولي للضغط على النظام للتوصّل الى حلٍّ سياسي شامل ومستدام, معتبراً أنَّ تسويف النظام وتهرّبَه من العملية السياسية لا يمكن الصمتُ عنه.

وشدّد البيان أنّه بات من واجب الأمم المتحدة أنْ تسمي الأمور بمسمّياتها، مطالباً المبعوثَ الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا بوضع مجلس الأمن خلال إحاطته التي سيقدمها في 9 من شهر شباط، بصورة الوقائع المثبتة لمجريات اجتماعات اللجنة الدستورية بشكل عام وبشكل خاصٍ تفاصيلَ الدورة الخامسة الأخيرة كما شرحها في كلمته الختامية للجنة.

كما طالب البيان المبعوث الأممي بضرورة التوصّل الى جدول زمني لعمل اللجنة الدستورية، ومنهجية لإدارة النقاش كي يكونَ مثمراً.

وذكَّر البيان بما طالبت به هيئةُ التفاوض السورية سابقاً بضرورة إيجاد الآليات الملزِمة لتنفيذ ما ورد في القرار 2254، بخصوص خطوات بناءِ الثقة وعلى رأسها إطلاقُ سراح المعتقلين ومعرفةُ مصير المغيّبين قسرياً، وإتمامُ تنفيذ ما ورد فيه بخصوص إقامة حكم ذي مصداقية وشامل للجميع كهيئة حكم انتقالية.

وختم البحرة بيانه بالقول, إنَّ “وفد المعارضة سيتابع الجهود الدولية والإجراءات التي ستنتج عنها خلال الشهر القادم ومن ثم سيقوم برفع تقرير متضمّنٍ توصياتنا بخصوص اللجنة الدستورية إلى هيئة التفاوض السورية، لدراستها ومناقشتها واتخاذِ القرار المناسب بخصوصها”.

ومن المقرَّر أن يقدّم المبعوث الأممي غير بيدرسون إحاطة أمام أعضاء مجلس الأمن في التاسع من شهر شباط القادم.

ولم تسفرْ اجتماعات الجولة الخامسة من أعمال اللجنة الدستورية السورية، التي اختتمت الجمعة، عن إحداث خرقٍ حقيقي في الاتفاق على مضامين دستورية، والتسليم بإدراجها في الدستور الجديد للبلاد.

ووصف “بيدرسون” نتائجَ الجولة بالمخيّبة للآمال، وقال إنَّ وفد نظام الأسد رفضَ المقترحات التي قدّمها للجنة، وأشار إلى أنّه لم يتمَّ تحديد موعد للجولة المقبلة من اجتماعات الوفود.

وكان البحرة لوّح في اليوم الثاني للجولة الخامسة بوقف أعمال اللجنة جرَّاء مماطلة وفدِ نظام الأسد وعدم رغبته بتحقيق نتائج ملموسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى