البنكُ الدوليُّ: أكثرُ من ربعِ السوريينَ يعيشونَ في فقرٍ مدقعٍ
قال البنك الدولي في تقرير حديثٍ إنَّ أكثرَ من ربع السوريين يعيشون في فقرٍ مدقع، بعد 13 عاماً من نزاع مدمّرٍ، أدّى إلى أزمات اقتصادية متلاحقة وجعل ملايينَ السكان عاجزين عن تأمين احتياجاتِهم الرئيسية.
وقال البنك الدولي الذي نشر تقريرين عن سوريا “أدى أكثرُ من عقدٍ من النزاع إلى تدهور كبيرٍ في رفاه الأسر السورية”، مشيراً إلى أنَّ “27 في المئة من السوريين، يعيشون في فقر مدقعٍ، على الرغم من عدم وجودِ الفقر المدقع فعليّاً قبل اندلاعِ الصراع، وربّما زادَ حدّة وشدّة بسبب الآثارِ المدمّرة لزلزال شباط 2023”.
وأورد البنك الدولي أسباباً خارجيةً عدّة ساهمت في تراجع رفاه الأسرِ السورية مؤخّراً، بينها الأزمةُ الماليةُ التي تعصف منذ عام 2019 بـ لبنان المجاورِ، حيث يودع سوريون كثرٌ أموالَهم، إضافةً إلى تداعيات كلّ من جائحة كوفيد-19 والغزو الروسي لأوكرانيا.
ونبّه إلى أنَّ استمرارَ النقص في التمويل ومحدوديةَ المساعدات الإنسانية إلى البلاد أدّيا إلى زيادة استنزافِ قدرة الأسر على تأمين احتياجاتِها الأساسية وسطَ ارتفاع الأسعار، وتراجعِ الخدمات الأساسية، وزيادةِ معدلات البطالة.
وقال البنك الدولي إنَّه مع تعرّض إجمالي الناتجِ المحلي الحقيقي لحالةٍ غيرِ مسبوقة من عدم اليقين، فإنَّه من المتوقّع أنْ ينكمشَ بنسبة 1.5 في المئة في عام 2024، إضافة إلى التراجع الذي بلغ 1.2 في المئة في 2023.
ورجّح كذلك أنْ يبقى التضخّمُ مرتفعاً في عام 2024 بسبب الآثار الناجمة عن انخفاض قيمةِ العملة، فضلاً عن العجز المستمرِّ في أرصدة العملات الأجنبية، واحتمالِ إجراء مزيدٍ من الخفض في دعم الغذاء والوقود.