التحالفُ الدولي قتلَ أكثرَ من 3 آلافٍ سوريٍّ ولم يقمْ بتعويضِ الضحايا

أكّدتْ الشبكةُ السورية لحقوق الإنسان أنّ قواتِ “التحالف الدولي” ارتكبت منذ تشكيلِ التحالف في أيلول 2014 من أجل محاربةِ تنظيم “داعش” بقيادة الولايات المتحدة، انتهاكاتٍ كثيرة.

وقال مديرُ “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فضل عبد الغني، إنَّ أبرزَ الانتهاكات التي ارتكبتها قواتُ التحالف هي القتل خارجَ نطاق القانون، مؤكّداً أنَّ حصيلة قتلى التحالف الدولي من المدنيين تفوقُ حاجزَ الثلاثة آلاف مدنيّ في سوريا، ثلثُهم من الأطفال.

وأضاف عبد الغني لـ”عربي21″، أنّ مقاتلات التحالف الدولي قصفت عشوائياً مناطقَ مأهولةً بالمدنيين، وهو ما يعتبر جريمةَ حربٍ، إلى جانب إلحاقِ الدمار بالمرافق الحيوية.

وشدّد على أنّ دعمَ التحالف لميليشيا “قسدٍ” الإرهابية التي مارست انتهاكاتٍ وارتكبت جرائمَ بحقِّ السوريين، يُعدُّ انتهاكاً أيضاً، مؤكّداً على أنَّ “قواتِ التحالف مسؤولةٌ عن تشريد مئات آلاف السوريين”.

مبيّناً أنَّ “التحالف الدولي” لم يُجرِ تحقيقات بالانتهاكات التي حصلت، إلا على نطاق ضيّقٍ، وعلى عددٍ محدود من هذه الانتهاكات، وكذلك لم يقمْ بتعويض الضحايا، رغمَ عدم وجود أيّ مبرّرٍ لعمليات تأخير التعويض.

وعلى الصعيد ذاته، حمّل الخبيرُ العسكري والمحلّلُ الاستراتيجي، “العقيد أديب عليوي”، التحالفَ الدولي بقيادة الولايات المتحدة مسؤوليةَ الدمار الكبير الذي لحقَ بمدينة الرقة في العام 2017.

وأضاف عليوي لـ”عربي21″ أنَّ السمة العامة للتعامل من قِبل التحالف خلال حربِ تنظيم “داعش” كانت القصفَ العشوائي، وتدميرَ المنطقة تمهيداً لتقدّمِ “قسدٍ”.

وأشار الخبير العسكري إلى “نسبة الدمار التي لا تكاد تُذكر في المعارك التي خاضها الجيشُ الوطني مدعوماً بالجيش التركي في ريف حلبَ الشمالي والشرقي”، مشيراً بالتحديد إلى المعارك التي مهّدتْ لدحرِ “داعش” من مدينة الباب في نهاية العام 2016، ومطلعِ العام 2017.

وقال عليوي، إنَّ نسبة الدمار الذي لحق بالباب كانت خفيفةً جداً، رغمَ اشتداد المعارك وضراوتها، في حين نشاهد أنّ مدينة مثلَ الرقة دُمّرت بشكلٍ كبير.

وحسب الخبير العسكري، فإنَّ الانتهاكات من جانب “التحالف الدولي” سٌجّلت في كلّ المناطق التي جرت فيها مواجهاتٌ مع تنظيم “داعش”، مشيراً في هذا السياق إلى مجزرة الباغوز التي ارتكبتها قواتُ التحالف في ريف دير الزور.

لكن رغمَ ذلك، وطبقاً لعليوي، فإنَّ انتهاكات التحالف الدولي رغمَ كثرتها، لا تقارن أبداً بحجم الانتهاكات والمجازر التي نفّذها الاحتلال الروسي.

وأَضاف أنَّ روسيا ارتكبت مجازر بشكل متعمّدٍ باستهدافها المناطقَ الآهلة بالمدنيين، والمستشفيات، ومراكزَ الدفاع المدني.

يُذكر أنٍَ القيادة المركزية الأمريكية، كانت قد وصفت منتصف تشرين الثاني الغارةَ الجوية التي نُفّذت في سوريا بالقرب من قرية الباغوز عام 2019، بأنّها كانت “مشروعة”، وقالت إنّها كانت “دفاعاً مشروعاً عن النفس”، قبل أنْ يصدرَ وزيرُ الدفاع الأمريكي “لويد أوستون” قبل يومين، أمراً بفتحِ التحقيق مجدّداً، وفقَ ما كشفت صحيفةُ “نيويورك تايمز” الأمريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى