الثورةُ السوريةُ تدخلُ عامَها العاشرَ مخلّفةً مأساةً إنسانيةً هائلةً ودماراً واسعاً
نشرت صحيفة “إيلاف” تقريراً بعنوان “مخلّفة مأساة إنسانية هائلة ودماراً واسعاً.. الحرب السورية تبدأ عامها العاشر”، مشيرةً إلى أنّ كلّ الجهود الدولية المبذولة في التوصّل إلى تسوية سياسية للنزاع توقفُ معاناة المدنيين لم تفلحْ في ذلك.
حيث اندلعت الاحتجاجات السلمية منتصف آذار 2011، لم يتخيّل المتظاهرون أنّ مطالبهم بالديمقراطية والحريات ستكون مقدّمةً لأكبرِ حروبِ القرن الواحد والعشرين، وأنّ حراكهم الذي سرعان ما واجهته قواتُ الأسد بالقوة والقمع سيتحوّل حرباً مدمّرة تشارك فيها أطراف عدّة.
وبعد مرور تسع سنوات، ما زال “بشار الأسد” على رأس السلطة، وباتت قواته التي تدخّلت روسيا عسكرياً لصالحها عام 2015 وتتلقّى دعماً إيرانياً أيضاً تسيطرُ على 62.63% من مساحة البلاد، وتعمل على توسيع نطاق سيطرتها، وآخر ما حققته تقدمٌ إستراتيجي في المناطق المحرَّرة، حيث سُجلت أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء الثورة السورية.
ويتزامن دخول النزاع عامه العاشر مع بدء روسيا الداعمة لنظام الأسد، وتركيا الداعمة للفصائل الثورية بدوريات مشتركة لأول مرّة في إدلب، وذلك تطبيقاً لوقفِ إطلاق نار توصلتا إليه دخلَ حيزَ التنفيذ الأسبوع الماضي، والذي أوقف هجوماً تسبّب بفرار نحو مليون شخص، في أكبر موجة نزوح منذ اندلاع النزاع.
حيث أنّ مئات آلاف الشهداء من الشعب السوري كانت حصيلة طلب الحرية والكرامة، إضافةً إلى أعداد كبيرة من الجرحى والمعوقين، عدا عن عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين في سجون نظام الأسد، ويأتي ذلك كله بالتزامن مع فشل جميع جهود المجتمع الدولي في تسوية النزاع سياسياً.
وبحسب الأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من ستة ملايين سوري داخل البلاد، حيث يقيم عددٌ كبير منهم في مخيمات عشوائية بينما بات أكثر من 5,6 ملايين سوري لاجئين في دول أخرى، حيث ترزح الفئة الأكبر من السوريين تحت خط الفقر وفقَ الأمم المتحدة، في وقت يحتاج ملايين الأشخاص إلى الدعم لإعادة بناء حياتهم وموارد رزقهم، وخلقِ وظائف ومصادر دخلٍ والحفاظ عليها.
وألحق قصفُ نظام الأسد دماراً كبيراً بالمنازل والأبنية والبنى التحتية والمدارس والمستشفيات في البلاد، واستنزفً الاقتصاد وقطاعاته على وقعِ انخفاض قيمة الليرة مقابلَ الدولار بشكلٍ غيرِ مسبوق، وارتفاع قياسي في أسعار المواد الاستهلاكية.