الحكمُ بالسجنِ على شابٍ سوري في ألمانيا بسببِ التمثيلِ بجثّةِ عنصرٍ من ميليشياتِ الأسدِ

أصدرت المحكمةُ الإقليمية العليا في فرانكفورت الألمانية حكماً بالسجن لمدّةِ عامٍ ونصفٍ مع وقفِ التنفيذِ على شاب سوري بتهمة ارتكابه “جريمةَ حربٍ”، عند ركلِه جثّةَ جندي تابعٍ لنظام الأسد في مدينة حمصَ في العام 2013.

الشاب أمين (27 عاماً) متّهم بالتمثيل بجثّة جندي من ميليشياتِ الأسدِ عام 2013، وبحسب القضاة فإنَّ المتّهمَ «أمين» عاش مع عائلته بالقرب من مدينة حمص وسطَ سوريا، وعانى من إصاباتٍ وخسائرَ داخل أسرته بسبب الغارات الجوية التي نفّذها نظامُ الأسد، لينضمَّ بعد ذلك إلى أحدِ فصائل “الجيش السوري الحرّ” آنذاك.

وبحسب اعتراف امين فقد صادفَ في كانون الأول عام 2013، برفقة زملائه المقاتلين جثّةَ جندي من ميليشياتِ الأسد كان قد قُتِل في وقتٍ سابق من إحدى المعارك.

وأوضح أنَّه وبدافع الغضبِ ضدَّ النظام والجيش، وتحريضٍ من زملائه المقاتلين وردّاً على الضربات الجوية، سمح بتصوير نفسه وهو يركلُ الجندي المقتولَ في بطنه ويمرّر قدمَه فوق وجه القتيل، واصفاً إياه بـ “الكلب”.

وتضاربت الأنباء حول وجودِ دعوى شخصية ضدَّ الشاب، حيث أكّد رئيسُ “المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية»”، المحامي أنورُ البني لموقع القدس العربي أنَّ المحاكمة جاءت على أثرِ تحرّكٍ من قِبل الشرطة الألمانية والمدّعي العام، بعد العثور على الصور والمقاطع في جوال الشاب.

وبحسب الحقوقي معتصم الكيلاني فإنَّ “المعلومات لدي تؤكّد أنَّه تمَّ رفعُ دعوى شخصية ضدَّه، وتحرّكت بموجبها السلطاتُ الألمانية”.

وأضاف الكيلاني أنَّ الفعل الذي أقدم عليه المتّهمُ يصنّف ضمن “جرائم الحرب و الجرائم ضدَّ الإنسانية” التي لا تسقط بالتقادم ولا بتغير الأحوال ولا بالموقعِ أثناء ارتكاب الجريمة.

وحول أسبابِ وقفِ تنفيذ الحكم، قال المحامي أنور البني، إنَّ الحكم الذي صدر بحقّ المتّهم، هو عقوبةٌ مخفّفة لأسبابٍ عدّة، منها أنَّه كان قاصراً وكذلك بسبب فقدانِه أهلَه من قبل النظام (ردّة فعلٍ) علاوةً على سيرته الجيّدة بعد وصوله ألمانيا.

واعتماداً على مبدأ “الولاية القضائية العالمية” يقوم القضاءُ الألماني بمحاكمة عشرات اللاجئين السوريين على أراضيها بتهمِ ارتكابِ جرائمِ حربٍ في سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى