الدانماركُ تتّجه إلى ترحيلِ طالبي اللجوءِ إلى رواندا

تتّجه الحكومة الدانماركية إلى ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، وذلك بعد توقيعِ البلدين أمس الجمعة، مذكّرة تفاهمٍ جديدة بشأن التعاون في هذا المجال.

يأتي هذا في وقتٍ يزور فيه عددٌ من الوزراء الدانماركيين رواندا الواقعة في شرق أفريقيا، بهدف مناقشة خططِ استقبال طالبي اللجوء المرفوضين أو الذين تمَّ سحبُ الإقامات منهم لاسيما من السوريين، لترحليهم إلى رواندا.

وبحسب وكالةِ الأنباء الدانماركية فقد أكّد البلدان في وثيقة مشتركة، عزمَهما على التعاون في نقل طالبي اللجوء من الدانمارك إلى رواندا، مشيرةً إلى أنَّه وقَّع على الوثيقة من الجانب الدانماركي كلٌّ من وزير الهجرة والاندماج كاري بيك، ووزير المساعدات الإنمائية فليمنغ مورتنسن.

وأشارت الوكالة إلى أنَّ البلدان يناقشان منذ مدّةٍ التعاونَ بينهما لتغيير طريقة استقبالِ طالبي اللجوء، وهو اتجاه دعا إليه الاشتراكيون الديمقراطيون في الدانمارك لسنواتٍ عدّة.

وتنصُّ الوثيقة الجديدة على أنَّه سيتمُّ العملُ لضمان أنْ يتمكن طالبو اللجوء من الاستقرار في رواندا.

وجاء توقيعُ الدانمارك للوثيقة الجديدة مع رواندا في وقتٍ انتقدت فيه أحزابٌ داعمةٌ للحكومة خططَ ترحيلِ طالبي اللجوء، فيما وصفت أحزابُ المعارضةِ هذه الخطوة بأنَّها “دعاية انتخابية”.

وكان الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم في الدانمارك وضعَ خطةٍ لإنشاء مركزِ استقبالٍ في الخارج للاجئين ضمن حملته الانتخابية للعام 2019.

وسبق أنْ انتقدتْ منظمةُ العفو الدولية الخطوةَ معتبرةً أنَّها تمثّل “تراجعاً جديداً تسجّله الدانمارك على طريق التخلّي عن مسؤولياتها في حماية طالبي اللجوء”.

كما تتّهم العديدُ من المنظمات الحقوقية الأوروبية كوبنهاغن بانتهاك اتفاقيةِ لائحة دبلن التي تحدّد كيفية التعاملِ مع عملية اللجوء، في حال مضت قدُماً في خططها.

أيضاً استنكرت المفوضيةُ العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قرارَ الحكومة الدانماركية سحبَ الإقامات من لاجئين سوريين بهدفِ ترحليهم من أراضيها، واصفةً هذه الخطوة بأنَّها “غيرُ مبرّرة”.

جديرٌ بالذكر أنَّ الدانمارك تُعدُّ أولَ دولة أوروبية تُجرّد لاجئين سوريين من تصاريحِ الإقامة، معتبرةً أنَّهم يجب أنْ يعودوا إلى ديارهم لأنَّ دمشق أصبحت آمنة.

ولذلك أثارت أنباءُ عقدِ اتفاقيةٍ مع رواندا سابقاً مخاوفَ بعضِ المسحوبة إقامتهم من إمكانية إرسالهم إلى هناك، رغم أنَّ ما نُشر في وسائل الإعلام عن الاتفاقية يتحدّث عن إرسال طالبي اللجوء خلال فترةِ معالجة قضاياهم.

وبعد الدانمارك، عملت بريطانيا على ترتيبٍ مماثلٍ مع رواندا، إلا أنَّ المحكمةَ الأوروبية لحقوق الإنسان أوقفت طائرةً تقلُّ طالبي لجوءٍ من هناك في حزيران الماضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى