الدفاعُ المدنيُّ: تضرّرُ 525 خيمة جرّاءَ العاصفةِ المطريةِ شمالَ سوريا
وثّقت مؤسسةُ الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، تضرّرَ أكثرَ من 525 خيمةً ضمنَ 43 مخيماً للمهجّرين والناجين من الزلزال، كما تضرّرت مرافقُ عامة ومنازلُ للمدنيين، وطرقاتٌ حيوية، ومزارعُ وبساتين، يومَ الأربعاء 17 كانون الثاني، جرّاءَ منخفضٍ جوي ثانٍ خلال أسبوعٍ والثالث خلال فصل الشتاء، أثّر على المنطقة بهطولات مطرية غزيرة، وعمّقَ فجوةَ الاحتياجات الإنسانية شمالَ غربي سوريا.
وقالت المؤسسة إنَّ مناطقَ شمال غربي سوريا، تشهد منخفضاً جويّاً بدأ تأثيرُه يومَ الثلاثاء 16 كانون الثاني بهطولات مطريّة غزيرة، تسبّبت بسيول جارفة وبفيضان روافد نهر العاصي، الذي ارتفع منسوبُ المياه فيه، ما أدّى لحدوث أضرارٍ كبيرة في المخيمات، وإغلاقِ بعضِ الطرقات، وغمرِ المياه للأراضي الزراعية وتسرّبِها لمنازل المدنيين ولمرافق طبية وتعليمية.
وتواصل فرقُ الدفاع المدني السوري أعمالَ الاستجابة للأضرار ونداءاتِ الاستغاثة من المدنيين في المناطق والمخيمات لتخفيف حجمِ الكارثة وتقليلِ الأضرار، واستجابت حتى مساءِ يوم الأربعاء 17 كانون الثاني لـ 43 مخيّماً في ريفي إدلب وحلب تضرّر بها 157 خيمةً بشكلٍ كلّي، و 369 خيمةً بشكلٍ جزئي، وتضرّرت طرقاتُ هذه المخيمات بشكلٍ كبير، وتسرٍبت مياهُ الأمطار والسيول لمئات الخيام.
وتركزت أضرارُ العاصفة المطرية بشكلٍ أكبرَ على مناطق ريف إدلب الغربي والمخيّمات فيها، بسبب ارتفاعِ منسوبِ مياه نهر العاصي جرّاءَ الهطولات المطرية الغزيرة، وفتحِ عدّةِ سدودٍ على النهر، وفيضانِ عدّةِ مجاري مياه رافدة للنهر في مناطق الزوف والحمبوشية وعين البيضا ودركوش وخربة الجوز في ريف إدلب الغربي، والتي تضرّرت عدّةُ مخيّمات فيها بسبب السيول، وتسرّبت المياه لعدّة منازل للمدنيين في مدينة دركوش.
كما غمرت السيولُ أراضٍ زراعية في منطقتي بتيا والغزالة، ومنطقة تلول بالقرب من مدينة سلقين في الريف نفسه بسبب ارتفاعِ منسوب مياه نهر العاصي، كما تسبّبت السيولُ بإغلاق عدّةِ طرقاتٍ في مناطق حارم وكفرتخاريم وفرجين وبداما، وتجمّعت مياه الأمطار والسيول في عدّةِ منازلَ للمدنيين في مناطق حارم وبداما والحمبوشية وعين الحور.
وتسبّب فيضانُ سواقي المياه في الأراضي الزراعية لبلدة جارز بريف حلب الشمالي، إلى غمرِ الأراضي الزراعية واقترابِ المياه من أحد منازل المدنيين، وتشكّلت سيولٌ جرّاءَ الهطولات المطرية الغزيرة خلّفت أضراراً في المخيّمات بغمر المياه للخيام وتشكّل للوحل في طرقاتها في عدّة مناطق في ريف حلب الشمالي والشرقي.
وأدّت الهطولات المطرية الغزيرة لانهيار جدارٍ في مسكنِ مؤقّت في مخيمات أطمة شمالي إدلب، وانهيارٍ جزئي لمنزل طيني في بلدة تقاد غربي حلب، وانهيارٍ صخري على خيامٍ لأيواء الناجين من الزلزال ضمن مخيّم الشرفة بالقرب من عزمارين غربي إدلب دون وقوعِ إصابات، وتصدعِ جدارِ منزل في بلدة الفوعة، وجدارِ منزل آخر في بلدة أرمناز، وانهياراتٍ صخرية على طرقات في منطقتي كفرتخاريم وبداما في ريف إدلب.
وأكدت أنَّ فرقَ الدفاع المدني السوري وبأكثرَ من 50 فريقاً من المتطوّعين مع الآليات والمعدّات لا تزال تواصلُ استجابتها لنداءات الاستغاثة، والعملِ على فتحِ قنوات لتصريف مياه الأمطار والسيول، وشفطِ المياه المتجمّعة ضمن التجمعات السكنية، وإنشاءِ سواترَ ترابية لمنع غمرِ مياه السيول وارتفاعِ منسوب مجاري المياه والأنهار لمنازل المدنيين والمخيمات، وهي على جاهزية تامّة للاستجابة لأيّ طارئ في حال ازدياد مخاطرِ الأمطار والسيول والفيضانات.
وعملت الفرقُ على إجلاء عدّة عوائل من بلدة الغزالة في ريف مدينة دركوش غربي إدلب، خوفاً من غمرِ منازلهم بسبب ارتفاع منسوبِ مياه نهر العاصي، واقترابِها من المنازل في البلدة.
وتأتي هذه العاصفةُ المطرية بعد أيام من منخفضٍ جوّي كان الثاني لهذا الشتاء تعرٍضت له مناطقُ شمال غربي سوريا يوم الجمعة الفائت 12 كانون الثاني، تسبّب بأضرارٍ كبيرة في 48 مخيّماً استجابت له فرقُنا في مناطق إدلب وحلب، بفعل السيول والأمطار، تاركاً أضراراً كليةً في 75 خيمةً ومسكناً مؤقّتاً، وأضراراً جزئيةً في 1043 خيمةً ومسكناً مؤقّتاً، كما استجابت الفرق لـ 10 منازلَ متضرّرةٍ للمدنيين.