الدفاعُ المدنيُّ: مراكزُ الإيواءِ المؤقّتةُ لمنكوبي الزلزالِ…جرحٌ جديدٌ في جسدِ التغريبةِ السوريةِ
قال الدفاعُ المدني السوري إنَّ آثارَ الزلزال المدمِّرِ الذي ضربَ شمال غربي سوريا لم تقتصر على الأثر المباشرِ والضحايا التي خلّفها من قتلى ومصابين، بل امتدّت آثارُه لتشملَ مختلف نواحي الحياة، من مسكنٍ وتعليمٍ وصحة وخدمات.
وأوضح الدفاع المدني أنَّ الزلازل والهزّات الارتداديةَ التي ضربت مناطقَ شمالَ غربي سوريا منذ فجرِ يوم الاثنين 6 شباط وحتى مساء أمس الاثنين 20 منه، زادت من معاناةِ المدنيين ومأساتِهم في ظلِّ فقدان عشرات آلاف العوائلِ لمنازلها إما بالانهيار جرّاءَ الزلزال أو بتصدّعِ هذه المنازل وتضرّرها بشكلٍ كبير للسبب ذاته وأصبحت غيرَ صالحة للسكن بسبب خطرِها الكبير على حياتهم وخوفِهم على أرواحهم وأطفالهم من المبيت بداخلها، في ظلِّ أزمةٍ إنسانية غيرِ مسبوقة وانخفاض لدرجات الحرارة، واحتياجاتٍ هائلة للسكان بعد فقدانِهم مصادرَ رزقهم، و دمارِ البنية التحتية وخطوطِ المياه والصرف الصحي في الكثير من المناط مما يزيد احتماليةَ تفشي الكوليرا، وتهديدِه حياةَ السكان.
ولفتت الخوذ البيضاء إلى أنَّ الزلزال المدمّر، شرّدَ بشكل مباشرٍ أكثرَ من 40 ألفَ عائلةٍ في العراء أو في مخيمات إيواءٍ مؤقّتةٍ بُنيت على عجلٍ وبظروف طارئة، يهدّدها ضعفُ البنية التحتية والمرافق الصحية وافتقار الكثير منها لمقومات الحياة ووسائلِ التدفئة التي هي من أهمِّ الاحتياجات للمنكوبين في ظلِّ الأجواء الشتوية التي يمرُّ بها شمالُ غربي سوريا والانخفاض في درجات الحرارة ليلاً.
وأوضح أنَّه وعلى الرغم من استمرار عمل فرقِه الميدانية في هذه المخيمات من تجهيزِ الأرضيات وفرشِها بالحصى وتنسيقِ الطرقات الواصلة إليها لتسهيل وصولِ المساعدات الإنسانية وتقديم خدمات الرعاية الصحية إلا أنَّها تعتبر حلولاً إسعافية بحاجة لتكثيف الخدماتِ فيها من تجهيز أرضيات صلبةٍ تساعد على مقاومة العوامل الجوية وتجهيزِ صرف صحي يلائم حاجات المدنيين ويحدُّ من فرصِ انتشار مرض الكوليرا.
وشدّدَ الدفاعُ المدني على أنَّ المدنيين في شمال غربي سوريا يعيشون أوضاعاً صعبةً ومأساة قديمة متجدّدةً خلّفتها حربُ نظام الأسد وروسيا على المدنيين وفاقمها الواقعُ الخدمي في مخيّمات التهجير وبنيةٌ تحتية هشّة وغيابٌ لمقومات الحياة فيها، لتزيد منها كارثةُ الزلزال والهزّاتُ الارتدادية التي ضاعفت من أعداد المتضرّرين والقاطنين في مخيمات الإيواء ومخيّمات التهجير.