الدفاعُ المدنيُّ السوريُّ : استهدافُ مشفى في مدينةِ عفرينَ “جريمةٌ إرهابيّةٌ” وتحدٍ صارخٌ للإنسانيةِ والقانونِ الدولي

ندَّد الدفاع المدني السوري – الخوذ البيضاء – باستهداف مشفى الشفاء بمدينة عفرين، يوم أمسِ السبت، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقلُّ عن 19 مواطناً بينهن كوادر طبيّة ومدنيونَ.

حيث قال الدفاع المدني في بيانٍ له : ” إنَّ هذه الجريمة المضاعفة هي استمرار للإرهاب اليومي الذي يمارس بحقِّ الشعب السوري والذي يهدف لايقاع أكبرَ عددٍ ممكنٍ من الضحايا المدنيين والمستجيبين الأوائل من العمال الإنسانيين، لا سيما أنَّ القصف المزدوج الذي استهداف المشفى في قلب المدينة التي أسعِفَ إليها المصابون بعدَ الضربة الأولى كان هدفه المباشرُ زيادةَ أعداد الضحايا وقتلَ العمال الإنسانيين ومتطوعي الخوذ البيضاء الذين هرعوا لإنقاذ الضحايا”.

في حين نوّه الدفاع المدني في بيانه أنَّ القصف على مناطق إدلبَ وعفرين، ليس إلا دليلاً على النيّة المبيَّتة من هذه الهجمات والأطراف التي تقف خلفها بهدف خلطِ الأوراق، وفرضِ واقعٍ على الأرض قبل اجتماع مجلس الأمن في 11 تموز للتصويت حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبرَ الحدود، ليكون التفاوض فوق أشلاء ودماء السوريين، كعادة مجرمي الحرب.

واعتبر الدفاعُ المدني هذه الجرائم تحدّياً صارخاً للإنسانية والقانون الدولي الإنساني، إذ طالب عبرَ بيانه، المجتمعَ الدولي بالوقوف بحزم أمام هذه الممارسات اللا إنسانية الممنهجة وبمحاسبة مرتكبي جريمة مشفى الشفاء وغيرها من الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحقّ السوريين.

وأشار الدفاع المدني أنَّ التهديد بإنهاء وقفِ إطلاق النار الحالي، قد بدأ فعلاً بنشر الذعر بين 4 ملايين من المدنيين ودفعهم لإيجاد مأوى جديد في رحلة نزوح جديدة، بينهم أكثرُ من مليوني مهجّرٍ قسراً نصفُهم يعيشون في مخيّمات الشريط الحدودي، إذ لايمكن لأحدٍ توقّعُ حجمَ الكارثة التي ستحلُّ بهم، ولا يمكن الانتظارُ حتى يصبحوا ضحايا.

فيما شدَّد الدفاع المدني على أهمية تحييد هؤلاء المدنيين عن التوازنات الإقليمية التي قد تنهار بأيِّ لحظة، بينما يبقى الطريق الأسلم والأوضح بالحلّ السياسي الشامل، وفقَ قرار مجلس الأمن 2254، الذي ما يزال بعيداً على ما يبدو ليستمرَّ المدنيون بدفع الثمن،لكن هذه المرّة دون وجود أماكن تأويهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى