الرئيسُ التونسي يجمّدُ سلطاتِ البرلمانِ ويعفي رئيسَ الحكومةِ.. والغنوشي يتّهمُه بالانقلابِ على الدولةِ

أعلن الرئيس التونسي “قيس سعيد” مساءَ أمس الأحد 25 تموز، تجميدَ عمل البرلمان ورفعَ الحصانة عن النواب، وتعهّد بملاحقة المفسدين والتعامل بحزم مع “الساعين للفتنة”.

وقال الرئيس التونسي في كلمة بثّها التلفزيون إنَّه “أعفى رئيس الحكومة هشام المشيشي من منصبه”.

وجاء في كلمة سعيد “قرّرت أنْ أتولّى السلطة التنفيذية بمساعدة رئيس حكومة أعيّنه بنفسي”.

وأوضح أنَّه جمّدَ كلَّ اختصاصات المجلس النيابي، ورفعَ الحصانة عن كلِّ أعضاء المجلس.

وأشار إلى أنَّ هذه الإجراءات ضرورية لحماية الدستور ومصالح الشعب.

كما قرّر الرئيس تولي منصب النائب العام، وبرَّر ذلك بضرورة كشفِ كلِّ ملفّاتِ الفساد.

وجاءت هذه القرارات الاستثنائية على خلفية الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها عدّةُ مدنٍ تونسيّة.

وقال الرئيس التونسي إنَّه اتّخذ هذه القرارات بـ”التشاور” مع رئيس الحكومة ورئيس البرلمان وأضاف أنَّه سيتّخذ قرارات أخرى حتى يعودَ السلم الاجتماعي للبلاد.

وأعلن “سعيّد” هذه الإجراءات بموجب الفصل 80 من الدستور، عقبَ اجتماع طارئ في قصر قرطاج، في حين تُواجه البلاد أزمةً صحيّةً غير مسبوقة بسبب تفشّي فيروس كورونا وصراعات على السلطة.

من جانبه اتّهم رئيس البرلمان التونسي “راشد الغنوشي” الرئيس قيس سعيد “بالانقلاب على الثورة والدستور”.

ونقلت عنه رويترز قوله “نحن نعتبر المؤسسات ما زالت قائمة وأنصار النهضة والشعب التونسي سيدافعون عن الثورة”.

وفي وقتٍ لاحقٍ، قالت الرئاسة التونسية في بيانٍ إنَّ الرئيس علّق عمل البرلمان لمدة 30 يوماً.

وفي حديث للجزيرة، قال الغنوشي “قرارات الرئيس سعيد انقلاب على الدستور والثورة والحريات في البلاد”.

وشدّد على أنَّ البرلمان في حالة انعقاد دائم نظراً لحالة الطوارئ وسيواصل عملَه بشكلٍ طبيعي.

وذكّر بأنَّ الدستور يفرضُ أنْ يكونَ مجلس النواب في انعقاد دائمٍ، ويمنعُ حلَّ الحكومة.

وأوضح “الغنوشي” أنَّ الرئيس استشاره في اتخاذ إجراءات ضمن الدستور فقط، في حين أنَّ القرارات التي اتخذها الرئيس انقلابٌ على الدستور.

ودعا إلى التراجع عن اتخاذ هذه القرارات، حتى لا تعود تونس لعهد الظلمات والاستبداد.

وقال الغنوشي “ندعو الشعب إلى أنْ يخوضَ نضالاً سلمياً لاستعادة الديمقراطية”.

وصباح اليوم الأثنين تدخّلت قواتُ الأمن التونسية، لمنعِ مواجهاتٍ بين مؤيدي ومعارضي قرار تجميد اختصاصات البرلمان، أمام مقرِّ مجلس النواب بالعاصمة.

واحتشد عشرات التونسيين أمام مقرّ البرلمان، وسط تواجدٍ كثيفٍ لقوات الأمن والجيش، غداةَ إعلان الرئيس قيس سعيد تجميد اختصاصات البرلمان، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي من مهامه.

وقالت وكالة “الأناضول”، إنَّ قوات الأمن تدخّلتْ لمنعِ المواجهات بين معارضي ومؤيدي قرار تجميد البرلمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى