السلطاتُ اللبنانيةُ تعملُ على إخلاءِ مُجمّعٍ سكنيٍّ للنازحينَ السوريينَ خوفاً من الانهيارِ ..

نشرتْ مصادرُ محليّة خبراً مفادُه أنّ السلطات اللبنانية، قامت يوم أمس السبت، بإخلاء مجمّعٍ سكني في قضاء صيدا جنوبي لبنان، يقطنه نحو 1600 لاجئ سوري، مع ورود تقاريرَ رسمية تحذّر من خطر انهياره.
وأضافت المصادر أنّ هذا كان عقبَ طلبِ “المصلحةِ الوطنية لنهر الليطاني” (جهة رسمية تراقب أوضاعَ الأبنية المحاذية للنهر) من وزارة الداخلية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إخلاءَ المجمّع بسبب تصدّعات إنشائية تُهدّد المبنى بالانهيار.
وبدأت عشراتُ العائلات صباحاً بمغادرة المجمّع، وتقوم شاحنات صغيرة بنقل أغراضهم إلى مساكنَ بديلةٍ تمَّ تأمينُها بالتنسيق مع جمعيات ترعى اللاجئين، ويرجّح أنْ تستمرَّ عمليةُ الإخلاء لعدّة أيامٍ متتالية.
وقالت مصادر محلية إنّ عملية الإخلاء، تتمُّ تحت إشراف عناصر قوى الأمن الداخلي والشرطةِ البلدية والمصلحةِ الوطنية لنهر الليطاني

ويقع المجمّعُ السكني في منطقة البيسارية بمحافظة الجنوب، ويضمُّ نحو 250 وحدةً سكنية موزّعة على 4 أبنية، تتكوّن كلُّ واحدة منها من 6 طوابقَ، بالإضافة إلى محلات تجارية

ونقلت وكالةُ الأناضول تصريحاً لمدير المصلحة الوطنية لنهر الليطاني التابعةِ لوزارة الطاقة والمياه “سامي علويّة” قال فيه إنّ هذا المجمّع كان مهجوراً في السابق، إلا أنّه تمّ تأجير مساكن فيه لمئات الأسر اللاجئة.
وأضاف علوية”رفعنا منذ عام 2018 تقاريرَ هندسية إلى الجهات المعنية نؤكّد أنّ أبنية المجمع آيلة للسقوط، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ المجمّع لا يستوفي الشروط الصحية والبيئية، كونَه لا يحوي شبكة صرف صحي
ونوّه علوية بأنّ المياه التي يشربها ويستخدمها اللاجئون في هذا المكان ملوّثة، فضلاً عن أنّ نفايات المجمّع تصبُّ مباشرة في مشروع ريّ المزروعات في المنطقة.
كما أشار إلى أنّ وزارة الداخلية تأكّدت من المديرية العامة التنظيم المدني (إدارة تابعة لوزارة الأشغال العامة) أنّ المجمّعَ فعلاً مهدّدٌ بالانهيار قبلَ أنْ تباشر عملية الإخلاء

ولفت علوية أنّه تمَّ العملُ على تأمين مساكن بديلة للاجئين الذين تمّ إخلاؤهم تستوفي شروط السلامة العامة بالتنسيق بين مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والجمعيات الأهلية التي تُعنى بشؤونهم
وكانت قد أعلنت الأمم المتحدة في دراسة نشرتها يوم الجمعة ، أنّ 9 من أصل 10 عائلات سورية لاجئة في لبنان، تعيش في فقر مدقعٍ جرّاء الانهيار الاقتصادي بالبلاد
تجدر الإشارة إلى أنّ أكثر من مليون لاجئ سوري يعيشون في لبنان، مسجّلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما تقدّر الحكومة اللبنانية عددَهم الفعلي بـ 1.5 مليون لاجئ.
الجدير بالذكر أنّ لبنان منذ شهور بعاني من أسوأ أزمة اقتصادية عرفها بعدَ الحرب الأهلية (1975 ـ 1990) حيث انهارت قيمةُ الليرة، وبات أكثرُ من نصف سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى