“السهمُ القاتلُ”.. رسائلُ تحذيرٍ من الاحتلالِ الإسرائيلي لميليشيا “حزبِ اللهِ” وإيرانَ

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، مناوراتِ “السهم القاتل” التي “تحاكي حرباً متعدّدة الجبهات بالتركيز على الجبهة الشمالية”، بحسب المتحدّث باسم الجيش “أفيخاي أدرعي”.

وحدّد “أدرعي” “لبنان وسوريا” كهدف للمناورة التي تسعى “إلى رفع مستوى الجهوزية”، للقوات “النظامية والاحتياط وأسلحة الجو والبحر والبرّ وهيئة الاستخبارات وهيئات تكنولوجية واتصالات وحماية في مجال السايبر”.

ونقل موقع “الحرّة عن مختصين ومحلّلين لبنانيين قولهم, إنّ “توقيت المناورة يحمل رسائل سياسية لحزب الله ومن يشغله”.

وقال الكاتب والباحث السياسي اللبناني، “لقمان سليم”، إنّ “تنفيذ مناورات السهم القاتل رسالة سياسية إلى من هم وراء حزب الله من مشغليه الإيرانيين”.

ويعتقد سليم أنّ المناورات هي “رسالة تحذير عملية” تبيّن لـ”حزب الله ومن هم وراء حزب الله”، لمنعِهم من أيّ عمل عسكري “لإنقاذ ماء الوجه أو لاحتواء تردّد وتساؤلات جمهورهم”.

وتساءل سليم “(في هذه الحالة) هل مازال لحزب الله قيمة عسكرية بعد كلّ ما يجري في المنطقة، سواء من حيث التطبيع مع إسرائيل أو انهيار الوضع اللبناني أو على مستوى الردّ الإسرائيلي المحتمل على أيّ عمل يقوم به”.

وتوقّع الكاتب في حديثه للموقع, إنّ “حزب الله سيستخدم السياسة الخلدية (الانتظار في مأمن) ليعضَّ على جراحه منتظراً ظروفاً أفضل، تمكّنه من إعادة بناء صورته بدون أنْ يدفع إسرائيل” لردٍّ كبيرٍ.

وأشار محلّلون آخرون إلى أنّ توقيت التظاهرات، خلال مفاوضات يجريها لبنان والاحتلال الإسرائيلي لترسيم الحدود يعكس أنّ “حزب الله في وضع حرج”، كما يقول الصحفي اللبناني علي الأمين.

وأضاف الأمين لموقع “الحرّة” إنّ “خيار المفاوضات يعكس تراجعاً إيرانياً بالدرجة الأولى”، مؤكّداً “خيار المفاوضات جاء في لحظة ضعف أو تراجع تكتيكي أو استراتيجي بالنسبة لإيران”.

وبحسب الأمين فإنّ “فرصَ الحرب” غيرُ كبيرة، مع أنّ المخاوف من حصول عمل عسكرية ماتزال قائمة.

واستدرك الأمين بالقول “إسرائيل تحصل الآن على ما تريد بدونِ حرب، وهي توحي بأنّ لديها وسائل متعدّدة لضرب حزب الله، وخاصة التفجيرات الغامضة التي تحصل في لبنان وإيران”.

ويعتقد الأمين أنّ “انجرار حزب الله إلى المواجهة سيعني أنّه فقدَ كل الخيارات الأخرى، وفقدَ قوته ودوره وستكون حربه حرب اليائس، وهذا قرار إيراني وليس لبنانياً”.

ويعتقد الناشط والصحفي اللبناني، شربل عودة، أنّ الاحتلال الإسرائيلي الآن “في أفضل أوضاعه” ديبلوماسياً وعسكرياً وسياسياً، وأنّ أيَّ حرب معه “لن تكون كسابقاتها”.

ويشير عودة إلى اتفاقات التطبيع التي أجرتها كلٌّ من الإمارات والبحرين والسودان والتي قال إنّها “دفعة كبيرة لإسرائيل ونتنياهو” في المنطقة، وتقدم كبير بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي يتراجع فيه الاحتلال الإيراني “إلى دولة راعية للعصابات ومقوّضة للشرعية والاستقرار في المنطقة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى