“الشرقُ الأوسطُ”: مستقبلُ الوجودِ الإيراني في سوريا يفتحُ ثغراتٍ دبلوماسيّةً بينَ الفاعلينَ الدوليينَ
كشفت صحيفةُ “الشرق الأوسط” أنَّ مستقبل الوجود الإيراني في سوريا هو نقطةٌ تتقاطع في شأنها تحرّكات علنيّة أو غير علنيّة في المنطقة والعالم، متسائلة حول إمكانية أنْ يؤدّي ذلك إلى تفاهمات تقضي بتراجع إيران عن وجودها العسكري، مقابلَ قبول بقائه أو توسيعه اقتصادياً.
وقالت الصحيفة في مقال لها اليوم السبت أنَّ تخفيف أو احتواء دورِ إيران في سوريا مطلبُ معظم اللاعبين في هذا البلد، موضحةً أنَّ روسيا تريد “ضبط النفوذ الإيراني” لأنَّه منافس لها، وأميركا وضعت “خروج جميع القوات الأجنبية، عدا الجيش الروسي والعودة إلى ما قبل 2011″، شرطاً مسبقاً لأيِّ تطبيعٍ أو مساهمة بالإعمار.
كما وضعت إسرائيل الشرط ذاته على قائمة مطالبها لـ “منع التموضع” لدى الحديث معها، وكذلك اشترطت دول عربية “خروجَ الميليشيات الطائفية” شرطاً للحلِّ في سوريا وعودتها إلى الجامعة العربية والمساهمة بإعادة الإعمار.
وأشارت الصحيفة إلى وجود “الكثير من الاتصالات المعلنة وغيرِ المعلنة في المنطقة وخارجها”، لوضع الوجود الإيراني في سوريا، باعتباره خيط يربط بين ملفّات عدّة، ضمن تفاهمات واشنطن مع طهران خلال مفاوضات فيينا للعودة إلى “الاتفاق النووي”.
ورأت “الشرق الأوسط”، أنَّ إعلان طهران، بالتفاهم مع دمشق انطلاقاً من نصوص الاتفاقات الثنائية، إجراء تغيير في دورها العسكري وانتشار ميليشيا “حزب الله” في سوريا، سيؤدّي إلى فتح ثغرات دبلوماسية عدّة، خصوصاً إذا أدمج بخطوات جديّة تخصُّ إطلاق التسوية وتنفيذ القرار 2254.
وأفادت أنَّ “هذا يقوّي موقف بايدن مقابل المؤسسات الضاغطة عليه في الملفّين السوري والإسرائيلي، ويشجع الدول العربية على التطبيع مع دمشق واختبارها واختبار طهران، للمساهمة بإعمار سوريا وحلّ مشكلتها الاقتصادية، وإضعاف مواقف المعارضين لذلك”.
وذهبت إلى أنَّ هذا يفسر قول وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن في لقائهما الأخير تحضيراً لقمّة “جو بايدن” مع “فلاديمير بوتين” منتصف الشهر المقبل، ما مفادُه: “لسنا سعيدين بوجود إيران في سوريا، لكنْ طالما ليس هناك تغيير في مقاربة أميركا نحوه، لا حلَّ لهذا الوجود”.