“الشرقُ الأوسطِ”: مبادرةٌ لصفقةٍ شاملةٍ تعيدُ نظامَ الأسدِ إلى العمقِ العربي .. وكيفَ ردَّ النظامُ عليها؟

قالت صحيفةُ “الشرق الأوسط”، إنَّ شخصيات سورية سلّمت حكومة بغداد “مبادرة العمق العربي”، وتتضمّن خطوات لإنجاز الحلِّ السياسي ومواجهة “التغلغل” الإيراني في سوريا و”توغل” تركيا شمالَها.

وذكرت الصحيفة في تقرير اليوم الثلاثاء, أنَّ القمة الثلاثية المنتظرة بين الرئيس المصري والعاهل الأردني ورئيس الوزراء العراقي في بغداد، ستكون محطةً رئيسيّة لاستكشاف نتائج الحِراك الدبلوماسي الروسي لإعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، فضلاً عن نتائج مبادرة سورية سلّمت إلى العاصمة العراقية.

وأضافت الصحيفة، أنَّ الحراك الروسي في هذا المسعى شملَ زيارة وزير الخارجية، “سيرغي لافروف”، إلى القاهرة أمس، بعدَ جولتِه الخليجيّة قبلَ شهرٍ، فضلاً عن لقاء مبعوث الرئيس الروسي للشأن السوري، “ألكسندر لافرينتييف”، برأس نظام الأسد في دمشق قبلَ يومين، بعد زيارة غيرِ علنيّة قام بها “لافرينتييف” إلى دول عربية.

وأوضحت أنَّ موسكو حثَّت دولاً عربيّة على إلغاء قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة، فيما تعتقد روسيا أنَّ الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون “نقطة مفصليّة في مسار الأزمة السورية”، كما أنَّ المسؤولين الروس يتحدّثون في جلسات مغلقة، عن أنَّ “إضعاف إيران في سوريا يتطلب عودة العرب سياسياً واقتصادياً إلى دمشق”، وعن ضرورة عدم انهيار الدولة السورية.

ووفقاً للصحيفة، تسعى موسكو إلى تحرير مليار دولار أميركي تعودُ لحكومة نظام الأسد “مجمَّدة” في مصارف عربية، بحيث تستخدمها في تمويل القمح ومشتقات النفط إلى النظام، فيما تتعهّد موسكو بالمقابل بتقديم 500 مليون دولار أميركي قرضاً ميسّراً إلى نظام الأسد، ضمن إجراءات معالجة تدهور سعرِ صرفِ الليرة.

وأشارت إلى أنَّ الاتجاه العربي هو أنَّ عودة نظام الأسد “تتطلّب موقفاً جماعياً” من الدول العربية الرئيسية، و”مبادرات سياسية من الجانب السوري” وإجراءات تتعلّق بالنفوذ الإيراني في البلاد و”خروج الميليشيات الطائفيّة”، وإجراءات روسيّة إزاءَ “توغّلات” تركيا في الشمال.

وبالتوازي مع المساعي الروسيّة، كشفت الصحيفة أنَّ شخصيّات سورية بارزة تقدَّمت بما أسمته “مبادرة العمق العربي” إلى دول عربية، بينها مصر والأردن والعراق، لتعزيز مساهمتها في “إيجاد الحلِّ الأنسب الذي يؤمل أنْ يؤدّي إلى تحقيق الاستقرار السوري الداخلي، وأنْ يعزّزَ الدور العربي”.

وتهدف المبادرة إلى “إعادة دمشق إلى العمق العربي” ومواجهة “تغلغل” إيران في سوريا، و”توغل” تركيا شمالَها.

ووفقاً للصحيفة من المنتظر أنْ تقدّمَ المبادرة على خطوات ملموسة، بينها “دعمُ الحوار مع حكومة نظام الأسد لبحث إجراءات بناءِ الثقة، ومنها: إطلاقُ المعتقلين، والتشجيعُ على إعادة النازحين بدعم عربي، وفصلُ السلطات لضمان استقلالية القضاء، والتشجيعُ على إقامة منصّة سورية جديدة تحظى برعاية الجامعة العربية أو رعاية مبادرة العمق العربي”، إضافة إلى “الحوار مع الأميركيين والروس، وتزويدهم بالأسباب الموجبة للمواقف والمشاريع التي تراها المبادرة مناسبةً للتطبيق في الداخل السوري”.

كما تتضمّن المبادرة التي نوقشت في دول عربية خطوات محدّدة، بينها العمل على “إقناع نظام الأسد بالتعاون مع المبادرة للتوصل إلى صياغة مشروع متطوّر للإدارة المحليّة، ينتج عنه نظام لامركزي إداري واقتصادي، ثم دراسة مشاريع الحوكمة التي يمكن تطبيقها في سوريا، بدءاً بالأطراف، مثل شمال شرقي سوريا وفي الجنوب” وإقناع ما تسمى بـ”الإدارة الذاتية” ببناءِ إدارة جديدة قائمةٍ على مبدأ تقاسم سلطة حقيقي مع الأحزاب الكردية الأخرى والعشائر العربية” في تلك المنطقة.

وبحسب الصحيفة، تلقّى نظام الأسد بعض هذه الأفكار، سواء خلال زيارة وزير خارجيته “فيصل المقداد” إلى مسقط أو لقاء رأس نظام الأسد مع “لافرينتييف” أو خلال اتصالات أمنيّة بين مسؤولين سوريين ونظرائهم من دول عربيّة.

وأشارت إلى أنَّ نظام الأسد يعطي الأولوية للانتخابات الرئاسية منتصفَ الشهر المقبل، وبدءِ رأس النظام ولايةً جديدة في 17 تموز.

ونقلت عن بعض المسؤولين أنَّ “الإصلاح السياسي سيأتي بعد الانتخابات”، وأنَّ التعاطي سيكون “إيجابياً” مع اللجنة الدستورية لإجراء إصلاح دستوري بعد إجراءِ الانتخابات بموجب دستور 2012 مع بعض “الإصلاحات”.

ورأت الصحيفة أنَّ نظام الأسد يراهن على أنَّ “تعاظم توغّل” تركيا، و”تعمق تغلغل” إيران، و”توسيع نفوذ” روسيا في سوريا والمنطقة، ستدفع دولاً عربية إلى التعاون معه بحيث يمارس العربُ ضغوطاً على واشنطن للحصول على استثناءات من العقوبات الأميركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى