الغارديان البريطانيةُ: سكانُ إدلبَ في حاجةٍ ماسّةٍ ولا يوجدُ مكانٌ يفرّونَ إليه
نشرتْ الصحفُ البريطانية معاناة المدنيين جرّاء المعارك المستمرّة في إدلب السورية وتبعات سياسات الاغتيال باستخدام الطائرات المُسيرة التي يعتمدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت الغارديان في مقالٍ افتتاحي حول الأوضاع في إدلب شمالي سوريا تحت عنوان “سكان إدلب في حاجة ماسّة، ولا يوجد مكان يفرّون إليه”.
بدأت المقال بالحديث عن فِرار مئات الآلاف من المدنيين من القصفِ الجويِّ لنظام الأسد على إدلب في ظلّ أوضاع بائسة وظروف مأساوية، متسائلة “هل هناك مَن يهتمّ؟”
واضافت أنّه “بعد التعذيب والمذابح بحقِّ المدنيين، وبعد الاستهداف المتعمّد لفرق الإنقاذ والمسعفين والأطباء والمدارس، وبعد الحاويات المتفجّرة، والأسلحة الكيماوية ينبغي أنْ يكونَ من الصعب التفكير في أنّ هناك مآسيَ أخرى تنتظر المدنيين السوريين على أيدي نظام بشار الأسد وداعميه الروس والإيرانيين”.
واوضحت الغارديان أنّ الهجوم على إدلب، آخر معقل للمعارضة السورية، يعتبر أكبرَ مأساة إنسانية في الحرب في سوريا المستمرّة منذ نحو 9 سنوات، مشيرةً إلى أنّ الأمم المتحدة قالت إنّ ما يزيد على 832 ألف مدني هجَروا مساكنهم، أغلبُهم من الأطفال والنساء الذين هُجّروا من منازلهم بالفعل في أوقات سابقة بسبب الحرب في سوريا.
وصرّحت الصحيفة: “من المرجح أنْ تزدادَ الأمورُ تردّياً بينما يقترب خط الاشتباك من إدلب مما سيؤدي بالتأكيد إلى إرسال المزيد من النازحين من المدنيين إلى الحدود التركية”.
واشارت إلى أنّ “أفضل سيناريو الآن سيكون سوداوياً أيضاً فحتى لو قام نظام الأسد بتأجيل التصعيد في إدلب فسوف يستمر عذابُ المدنيين الغيرُ محتملٍ، فتركيا التي تستضيف بالفعل 4 ملايين لاجئ تسعى لإعادتهم إلى الأراضي الواقعة في المنطقة الآمنة شمال سوريا، ولن تقبلَ بفتح الحدود أمام المزيد من اللاجئين بسهولة”.