الغارديان: مرتكبُ مجزرةِ التضامنِ في دمشقَ لم يُفصلْ من عملِه
ذكرت صحيفة “الغارديان”، في تقرير أنَّ مرتكبَ مجزرة حي التضامن في دمشق، أمجد يوسف، لا يزال في عملِه بقاعدة عسكرية.
وقالت الصحيفة في تقرير أعدّه مراسل شؤون الشرق الأوسط، “مارتن شولوف” إنَّ “ضابط الاستخبارات الذي ارتكب مجزرة التضامن المروّعة لا يزال عاملاً في قاعدة عسكرية خارج العاصمة دمشق”، مشيراً إلى أنَّ “الرائد أمجد يوسف” يعمل الآن من داخل قاعدة كفر سوسة.
ونقلت الصحيفةُ عما وصفته بـ”زميل سابق” قوله، إنَّ الضابط اعترف بالقتل في مكالمة هاتفية مع صديق مشتركٍ، قائلاً، “نعم، فعلتها، وهذا ما كان يجب عليَّ عملُه في ذلك الوقت، ولم يشعر أحدٌ بالصدمة، وهذا هو النظام”. ولكنّ السوريين في المنفى شعروا بالصدمة، وشجبت المجزرةَ العواصمُ الأوروبية وواشنطن.
وفتحت كلٌّ من فرنسا وألمانيا وهولندا تحقيقاتٍ في جرائم الحرب، مستخدمةً الاختصاص الجنائي العام، وتقوم بملاحقة المشاركين بالمذبحة الذين ربما فرّوا إلى أوروبا.
ويعتقد المحقّقون الألمانُ، أنّهم ربّما تعرّفوا على قريب ليوسف يعيش الآن في ألمانيا، ويجمعون الأدلّةَ ضدَّ ضابط استخبارات سابق.
وأحدثت مجزرةُ التضامن هزّةً في داخل قيادة نظام الأسد التي غالباً ما تعتّم على أفعال الشر وأسرارِ النظام، مما أثار غضباً واسعاً بين الموالين للنظام.
ولفتت الغارديان أنَّ نظام الأسد أفرج بعد الكشف عن المجزرة عن حوالي 100 شخصٍ ممن حُكموا بمددٍ طويلة من أقبية النظام، قضى بعضُهم فيها قرابةَ العقد أو أكثرَ.
وقال زميل سابق ليوسف إنَّ الرائد كان مثارَ خوفٍ في التضامن وعلى مدى العشر سنواتٍ الماضية، وكان يفترس النساء من شوارع الحي، مضيفاً، “رأيته في صباح يومٍ يأخذ نساءً من طابور خبز، كن بريئات ولم يفعلن شيئاً، وربما اغتصبن أو قتلن، ليس أقلّ”.
وأكّد أنَّ أكثرَ من عشر جرائمَ ارتكبت في التضامن، وأنَّ السكان فيه يعرفون أماكنها. و”كلُّ الضحايا كانوا من السنة”، و “هذا تطهير طائفي، وكان هناك علويون يتخلّصون من السنة”، إلا أنَّ زميلين آخرين ليوسف ذكرا أنَّ المجازر لم تكن طائفية بل كانت تحذيراً لسكان التضامن وعدم التعاون مع مسلّحي المعارضة.
وأوضح مصدر إنَّ الأماكن التي جرت فيها المذابحُ كانت ممنوعةً على الناس المحليين، وأنّ حصيلةَ القتل النهائية لفرع 227 وصلت إلى 350 شخصاً.
وتمّ الكشفُ عن هوية يوسف عبر بحثٍ قام به “البرفسور أوغور أونغور” و”الباحثةُ أنصار شهود”، من معهد جامعة أمستردام لدراسات الهولوكوست والإبادة، حيث سرّبا 27 شريطَ فيديو قاما بتحميلها من كمبيوتر يستخدمه الفرع 227 في استخبارات نظام الأسد، حيث عملَ يوسف نائباً لمدير الفرع.
ووفقاً للصحيفة، فقد شوهد يوسف في فيديو لم يُنشرْ وهو يطلق النار على ستِّ نساءٍ في حفرة، وفرقة الموت المرافقة له تراقب وأحياناً شاركته في الذبح، وتمَّ حرقُ الحفرة فيما بعد، وأحضِرت جرافةٌ تحمل الرماد والتراب لردمها، فيما يبدو على أنّها محاولة لمحو أدلّة جريمة الحرب.
كما كشفت أشرطةُ الفيديو عن مثال ارتكبت فيه عناصرُ بارزة في نظام الأسد مجازر. وقامت الوحدةُ بتسجيل المجزرة لكي تثبتَ للقيادة البارزة وحتى القيادة السياسية في النظام، أنَّ المجزرة حدثت.