الغربُ يصعّدُ تحرّكاتِه ضدَّ العدوانِ الروسي ومفاوضاتٌ بينَ كييف وموسكو في بيلاروسيا

مع تصاعدِ التطوّراتِ العسكرية ومواصلةِ الجيش الروسي اعتداءاتِه العسكرية على أوكرانيا ومحاولتِه السيطرةَ على العاصمة كييف، تسارعت وتيرةُ التطوّرات السياسية الساعية لوقفِ ذلك الغزو في يومِه الخامس، لاسيما محاولةُ المجتمع الدولي فرضَ إرادته على موسكو والتضامنَ الكامل مع أوكرانيا.

واعتمد مجلسُ الأمن الدولي ليلة أمس، قراراً بدعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال جلسةٍ عاجلة واستثنائية لبحثِ الهجوم الروسي على أوكرانيا، حيث اعترضت روسيا على القرار الذي حظِيَ بموافقة 11 دولةً من إجمالي أعضاءِ المجلس بينما امتنعت 3 عن التصويت (الإماراتُ والهند والصين).

وأعلنت الأمم المتحدة مقتلَ نحو 100 مدني بينهم 7 أطفالٍ منذ بدءِ الهجومِ الروسي على أوكرانيا، إضافةً لنزوح 422 ألفَ آخرين، في وقتٍ أعلن الاتحادُ الأوروبي موافقتَه على استقبال اللاجئين الأوكرانيين لثلاثِ سنوات دون مطالبتِهم بتقديم طلبِ اللجوء أولاً، فيما قال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إنَّ تصعيدَ العمليات العسكرية الروسية يؤدّي إلى تصعيدٍ في انتهاكات حقوق الإنسان”، وأضاف إنّه “لا يمكن أنْ نسمحَ للديكتاتورية بإلغاء حقوقِ الإنسان وسحقِها

دولياً، قالت وكالة “رويترز” إنَّ الرئيس الأمريكي جو بايدن أجرى اتصالاتٍ مع حلفاء واشنطن وشركائها صباحَ اليوم الاثنين بهدف تنسيق ردٍّ مشتركٍ على الهجوم الروسي على أوكرانيا، فيما نصحتْ السفارةُ الأميركية في موسكو، الرعايا الأميركيين بمغادرةِ روسيا على الفورِ قبل وقفِ الرحلات الجوية التجارية.

كما قال رئيسُ الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس، إنَّ “لديه شكوكاً في صدقِ نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يتعلّقُ بدخوله في مفاوضات مع أوكرانيا”، وأضاف إنَّه يوافقُ على “ضرورة طرقِ كلِّ السبل لإنهاء الحرب.، مشيراً إلى أنَّه أبلغ زيلينسكي أنَّه سيبذل كلَّ جهدٍ لوصول مساعداتِ لندن وحلفائها الدفاعيةِ إلى أوكرانيا.

وبالتوازي مع ذلك، تواصلُ الدولُ الغربية عقوباتِها الاقتصادية على روسيا، بما يشمل العقوبات على البنوك والمؤسساتِ الحكومية وإغلاق المجال الجوي أمام الطيرانِ الروسي، حيث انضمّت اليونان للإجراءات الأوروبية بإغلاقِ مجالها الجوي أمام الطائراتِ الروسية.

وأعلنت وكالةُ “الأنباء الألمانية”: بدءَ سريان عقوباتِ الاتحاد الأوروبي على البنك المركزي الروسي، فيما قالت الحكومةُ البريطانية إنَّها ستّتخذ إجراءاتٍ ضدَّ البنكِ المركزي الروسي وصندوقِ الثروة السيادي ووزارةِ المالية، كما نقلت صحيفةُ “الغارديان” البريطانية، أنَّ لندن تدرسُ حظرَ السفن الروسية من استخدام الموانئ البريطانية،

كما أعلنت اليابان فرضَ عقوباتٍ على القادة الروس وتخصيصَ مساعداتٍ ماليّة طارئة لأوكرانيا، بحسب صحيفة “يابان تايمز”، وكذلك أعلنت وزارةُ خارجية سنغافورة أنَّها “ستفرض عقوباتٍ وقيوداً على الصادرات إلى روسيا”، في حين أكّدت الخارجية الكورية الجنوبية أنَّها “ستمنع تصديرَ مواد استراتيجية إلى روسيا وستطبّق حظرَ نظام سويفت عليها”.

في المقابل، أعلنت شركة طيران إيروفلوت الروسية أمس، أنَّها ستلغي جميعَ رحلاتها إلى وجهاتها الأوروبية حتى إشعارٍ آخر، وذلك ردّاً على قرارِ كثيرٍ من الدول إغلاقَ مجالها الجوي أمام الطيران الروسي.

وبدوره اعتبرَ وزير الخارجية الصيني، أنَّ العقوبات الغربية على روسيا “لن تحلّ المشكلة بل ستخلق مشكلاتٍ جديدة”.

في الأثناء، يعتزم طرفا الصراع إجراءَ جولةِ مفاوضات دعا إليها الجانبُ الروسي داخل الأراضي البيلاروسية، وقالت وكالة “ريا نوفوستي”: إنَّ الوفد الأوكراني دخل أراضي بيلاروسيا لبدءِ المفاوضات، فيما أعلنت الخارجيةُ البيلاروسية أنَّ منصةَ المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في بيلاروسيا جاهزةٌ وننتظر وصولَ الوفود.

وقال رئيسُ الوفد الروسي المفاوض في تصريحات نقلتْها الوكالاتُ الروسية إنَّ بلاده “معنيّةٌ بالتوصّل لاتفاقٍ بشكلٍ سريعٍ مع أوكرانيا ويجب أنْ يكونَ في مصلحة الطرفين”.

كما أعلن الفاتيكان استعدادَه لستهيل الحوارِ بين روسيا وأوكرانيا بهدفِ “إنهاءِ الحرب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى