الكشفُ عن اجتماعاتٍ سريّةٍ بين مسؤولينَ من نظامِ الأسدِ وميليشياتِ “قسدٍ” في دمشقَ

كشفتْ مصادرُ كردية مطّلعة، عن انطلاق جولةٍ جديدة من “المفاوضات السريّة” بين مسؤولين في مجلس سوريا الديمقراطية “مسدٍ”، و مسؤولين عن نظامِ الأسد، برعاية روسية، لبحث مستقبلِ مناطقَ شمالَ شرق سوريا، بعد فشلِ جميع المباحثات السابقة.

ونقل موقع “باسنيوز” عن المصدرالمُقرّب من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، أنَّ “مفاوضات سريّة تجري بين (مسدٍ) والنظام بدمشق برعاية روسيا للتوصّل إلى اتفاقٍ حول مستقبل المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية”.

وأضاف المصدر، أنَّ “المفاوضات لم تتوقّف منذ التهديداتِ التركية باجتياح شمالِ البلاد وتجري على مستويات عسكرية وأمنيّة وإدارية”، ولفت إلى أنَّ “الروس يضغطون على النظام بشكلٍ جدّي باتجاه التوصّل إلى اتفاق حول النقاط الخلافية بين الطرفين”.

وبيَّن المصدر أنَّ “هناك ضغوطاً من حزب العمال الكردستاني PKK على أذرعه في سوريا للتوصّل إلى اتفاق مع النظام بأيِّ شكلٍ من الأشكال”، وبيَّن أنَّ “النظام ولأوّل مرّةٍ يقبل بمناقشة مسائل مصيرية تتعلّق بخصوصية (قسد) ومشروع الإدارة الذاتية والتعليم، ومسائل أخرى”.

وأشار المصدر إلى أنَّ “التوصّل إلى أي اتفاقٍ مع النظام لن يؤثّر على التزامات (قسدٍ) مع قوات التحالف الدولي”، وأشار إلى أنَّ “المفاوضات هذه المرّة سوف تستمرُّ إلى حين التوصّلِ إلى اتفاق يرضي الطرفين”.

وسبق أنْ اتهم “المجلسُ الوطني الكردي”، قواتِ سوريا الديمقراطية (قسداً) بالسعي لتسليم مناطق في شمال سوريا إلى نظام الأسد، معتبراً أنَّ “سيطرةَ حزب العمال الكردستاني على تلك المناطق ومجاهرتَهم بالأمر، تعطي المبرّراتِ للدولة التركية باجتياح هذه المناطق.

وكانت قالت “إلهام أحمد” رئيسة مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”، إنَّ دمج ميليشيا “قسد” مع جيش الأسد، يجب أنْ يتمَّ وفق آليات معيّنةٍ، معتبرةً أنَّ هذه القوات لا يمكن تجاوزُها ولها شرعيةٌ دولية، ولفتت إلى أنَّ داعمي النظام يتعاملون مع الملفِّ السوري بحسب مصالحهم.

وسبق أنْ قال مبعوثُ الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، إنَّ عملية تركيا في شمال سوريا قد تدفع الأكرادَ نحو إقامةِ دولة وستكون لها عواقبُ بعيدةُ المدى، متحدّثاً عن مساعي روسية لـ “دمج” ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية ضمنَ جيش الأسد.

وكان قال “رياض درار” الرئيسُ المشارك في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، إنَّ قوات سوريا الديمقراطية ستقاتل إلى جانبِ نظام الأسد، في حال “اعتدى أحدٌ على أحد على الحدود السورية”، في إشارة للعملية العسكرية التركية المحتملةِ شمالَ شرقي سوريا.

ولفت درار، إلى أنَّ قواتِ سوريا الديمقراطية (قسداً) ستكون جزءاً من قوات النظام السوري بعد التوصّل إلى حلٍّ سياسي في البلاد، لكنه نفى وجودَ أيِّ حوارات مع النظام الآن، وأضاف: “هذا تصوّرُنا ولذلك نداءاتنا دائماً موجودةٌ كمبدأ واستراتيجية، وليست تكتيكاً”.

وسبق أنْ اعتبر “رياض درار”، أنْ من يحكم دمشق يمثّل سوريا، مشدّداً أنَّه على المكوّنات الكردية التصرفُ “بواقعية”، والتفاوضُ بشكلٍ مباشر مع الأسد، وأعرب عن كاملِ الجهوزية والاستعداد للحوار مع النظام إنْ رغبت دمشق بذلك، بهدف الوصول إلى صيغة حلٍّ سياسي لكامل القضايا في سوريا، مؤكّداً أنَّ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسداً) ستكون جزءاً من “جيش النظام” بعد التسوية السياسية.

ولفت المسؤولُ الكردي إلى وجودِ وساطة روسية مطروحةٍ للنقاش بين “قسدٍ” والنظام، معتبراً أنَّها “ليست كافيةً”، في وقت نفى أنْ تكون هناك محادثاتٌ حالية لمناقشة الطرح الروسي، وسطَ سجال واسع مؤخّراً مع تخوّفِ “قسدٍ” من عمليةٍ عسكرية تركية قد تستهدف مناطقَ سيطرتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى