المركزُ السوريُّ للدراساتِ: قرارُ الحكمِ على “أنورِ رسلان” هو رسالةٌ لكلِّ المجرمينَ في سوريا

أصدرَ المركزُ السوري للدراسات والأبحاثِ القانونية بياناً حولَ قرارِ الحكمِ بحقِّ “أنور رسلان” من قِبل المحكمةِ الإقليميّةِ العليا في كوبلنتز بألمانيا اليوم الخميس.

ورحّب بيانُ المركز بالقرار الصادرِ عن المحكمة واعتبره قرارًا تاريخيًا وعلامةً فارقة في تاريخِ القضاء الألماني وتاريخِ العدالة العالمية.

لافتاً إلى أنَّ القرار تاريخي لأنَّه يصدرُ بحقِّ مجرمٍ برتبة عالية، أدينَ بارتكاب جرائمَ ضدَّ الإنسانية ضمن سياقِ الجرائم التي يرتكبها، وما يزال يرتكبها النظامُ الاستبدادي في سوريا بشكلٍ ممنهجٍ وواسع النطاق بمشاركة كلِّ رموزِه الأمنيّة والعسكرية والسياسية والإعلامية.

وأكّد المركز أنَّ القرار تاريخي كونَه الأولَ الذي يدين مجرمين ينتمون لنظامٍ ما يزال موجودًا، وما يزال بموقع القوة، وما يزال يرتكب الجرائمَ نفسَها يوميًا من موقع المنتصرِ عسكريًا، ولأنَّه ولأوّلِ مرّة تكون إجراءاتُ العدالة أولًا وسابقة لأيِّ حلٍّ وقبل انتهاء الأزمة وقبلَ توقّفِ الجرائم ولا يتمُّ التحكّمُ بها أو تحجيمُها أو إلغاؤها من قبل السياسيين، كما أنَّه أولُ مرّة تبدأ العدالة بطلب وجهود الضحايا والمجتمع المدني، وباستجابة من قضاء مستقلٍّ بدون تدخّلِ الدول أو المجتمع الدولي.

وأوضح أنَّه بالرغم من أنَّ الحكم يبدو على متّهمٍ واحدٍ إلا أنَّ حيثيّات قرارِ الاتهام ومطالبَ النيابة العامة، ومرافعاتِ محامي الادعاء، وحتى مرافعات محامي الدفاع عن المتّهم، وصولًا إلى حيثيّات قرار الحكم، طالتْ وأدانتْ النظامَ الذي يحكم سوريا بالحديد والنار والخوف والإرهاب منذ أكثرَ من خمسين عامًا.

وذُكر أنَّه في الواقع كان النظامُ المجرم، بجميع أركانه وشخصياتِه بمن فيهم رأسُه، حاضرًا كمتّهمٍ ومدانٍ بكلِّ جلساتِ المحاكمة؛ كان كذلك في قرار الاتهام، وفي قرارِ الحكم، وفي شهادات الشهود والضحايا والخبراء، وحتى في مرافعةِ المتّهم الأخيرةِ، كما كان حاضرًا بتهديد الشهود وشنّ الحملات ضدَّهم وتهديد عائلاتهم في سوريا.

وأكّد أنَّ القرار اليوم وبعد أكثرَ من عشر سنوات على الهولوكوست السوري هو رسالةُ أملٍ للضحايا بأنَّ جهود إحقاق العدالة يمكن أنْ تحقّق نتائجَ بالإصرار والمثابرة، وهو رسالةٌ واضحةٌ لكلِّ من يهرول أو يحاول إعادةَ تدوير نظام القتل والإجرام، بأنّه لم يعدْ ممكنًا بأيّ شكلٍ من الإشكال، وتحت أيّ عنوان، إعادةُ دمجِ زمرةِ مجرمين، ونظامٍ مجرمٍ، مدانين قضائيًا بجرائم ضدَّ الإنسانية، في المجتمع الدولي مرّة أخرى، فهم أصبحوا كالنفايات السامّة غيرِ قابلة لإعادة التدوير.

وشدّد على أنَّ قرار الحكم على “أنور رسلان” هو رسالةٌ لكلِّ المجرمين الذين مازالوا يرتكبون أفظع الجرائم في سوريا لإعلامهم بأنَّ زمن الإفلات من العقاب قد ولّى، وأنَّه لا مكانٌ آمنٌ لهم في العالم يمكن أنْ يلجؤوا له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى