المعارضةُ السوريةُ تبيّنُ موقفَها من اتفاقِ ميليشيا “ي ب ك” وحزبٍ مقرّبٍ من نظامِ الأسدِ

أدان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الدكتور “نصر الحريري” الاتفاق المزمع الموقع قبل يومين بين تنظيم “بي كا كا/ي ب ك” الإرهابي، وحزب مقرَّبٍ من نظام الأسد تحت الرعاية الروسية.

وقال “نصر الحريري” في تصريح لوكالة الأناضول التركية: “نرفض أيَّ اتفاق سياسي مع أيِّ تنظيم إرهابي”، مضيفاً بأنّ الاتفاقات مع تنظيم “ي ب ك” الإرهابي أمرٌ مرفوض تماماً.

وشدّد “الحريري” على أنّه “لا يمكن إجراء أيِّ تفاهمات إلا في إطار إنهاءِ الدور الإرهابي لهذه الميليشيات الانفصالية، ووقفِ تبعيتها لتنظيم (بي كا كا) الإرهابي، وضمانِ خروج هذا التنظيم من سوريا، وتفكيكِ أجهزتها الإرهابية، وخضوعها لسلطة القانون، من خلال المؤسسات الشرعية الممثّلة للشعب السوري وحقوقه وتطلّعاته”.

واعتبر أنّ “كلَّ من يمدُّ يده للتواصل مع هذه الميليشيات وقياداتها يضع نفسه في صفها، ويتسبّب بنسف الجهود الدولية الرامية للحفاظ على وحدة سوريا، وفتح الباب أمام تكريس أمرٍ واقعٍ مشوّه في إجراء لن يكون له أيُّ محلٍّ في الإطار الرامي لإيجاد حلٍّ سياسي في سوريا”.

ومن جانبه قال رئيس الحكومة السورية المؤقّتة “عبد الرحمن مصطفى” لوكالة الأناضول: “موقفُنا حول هذا الاتفاق يتضمن نقاطاً عديدة، أولها حول الأطراف المتّفقة، وثانيها حول الجهة الوسيطة والراعية، وثالثها حول المضمون”.

وأعرب عن استنكاره للاتفاق جملةً وتفصيلاً، محذّراً من أنّ “هذه الأجندة الخارجية روسية الطابع لن تدعمَ سلاماً مستداماً في سوريا، ولا تلبّي طموحات الشعب السوري الذي يحدّده بنفسه”، لافتاً إلى أنّ “ما جاء في الاتفاق هو افتراض شكلٍ فيدرالي للبلاد، وهي الفكرة التي تتقاطع مع طموحات (ي ب ك) الانفصالي”.

وأضاف “مصطفى” بأنّه يمثل كذلك رؤية روسيا عبرَ مسودة دستورها المسرّب سابقاً لجهة فدرلة سوريا إلى دويلات أو ولايات، وتفكيك السلطات التشريعية، والقضائية، والتنفيذية، معتبراً أنّ الاتفاق يمثل محاولة روسية مفضوحة لتسويق “ي ب ك” سياسياً، وفتح الباب له في مسار الحل السياسي في مستقبل سوريا، وهو مرفوض من المعارضة السورية تماماً”.

وتابع “مصطفى” قائلاً: “هو كذلك يمثل تلميعاً لكلِّ من ميليشيات (ي ب ك)، ونظام الأسد، وهما اللذان يستحقان محاكمات جنائية دولية لجرائم الحرب التي ارتكبت بحقِّ السوريين”، مؤكّداً أنّ هذا الاتفاق وأطرافه ومضامينه لن يشكّلَ أثراً في المسار السوري.

وأوضح “مصطفى” أنّ السبب الرئيس لذلك هو أنّ الاتفاق لا يتلاقى مع مصالح الشعب السوري، وطموحاته، وأهداف ثورته التي بذل لها الدماء والغالي والنفيس.

يُذكر أنّه يوم الاثنين الفائت أعلن ما يسمى “مجلس سوريا الديمقراطية” الذراع السياسي لتنظيم “بي كا كا/ي ب ك”، وحزب “الإرادة الشعبية” المقرّب من روسيا ونظام الأسد، توصلهما لاتفاق يقضي بتغيير نظام الحكم في سوريا إلى فيدرالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى