المونيتور: نظامُ الأسدِ وروسيا يواجهانِ تهديداً متزايداً في الباديةِ السوريةِ

قال موقع “المونيتور” الأمريكي، المتخصّص بقضايا الشرق الأوسط, إنّ نظام الأسد وحليفه المحتل الروسي يواجهان تهديداً متزايداً من تنظيم “داعش” الذي لا يزال يسيطر على الجيوب في الصحراء وسطَ سوريا.

وأضاف الموقع، في تقريرٍ له أنّ التنظيم كثّف من عملياته ضدّ قوات الأسد والأهداف الموالية للاحتلال الإيراني مؤخّراً، ما تسبّب في خسائر إضافية في صفوف تلك القوات، على الرغم من عملية “الصحراء البيضاء” العسكرية، التي شنّها الاحتلال الروسي في 25 آب الماضي ضد “داعش” في البادية السورية.

ونفّذ تنظيم “داعش” هجمات متفرّقة ونصب كمائن ضدّ قوات الأسد وميليشيات الاحتلال الإيراني خلال الأسابيع الماضية، في مناطق متفرّقة من البادية السورية، وتركّزت في منطقة الشعلة غربي دير الزور، وصحراء البوكمال شرقي دير الزور، وطريق دير الزور الميادين، وطريق محطة حميمة الثالثة باتجاه مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، ومنطقة الرصافة بريف الرقة، ومنطقة إثريا بريف حماة الشرقي، وصحراء السويداء.

ونقل الموقع عن أحد الصحفيين في ريف دير الزور قوله إنّ “داعش حوّلت البادية السورية إلى ثقبٍ أسود يبتلع جنود نظام الأسد، وكلَّ الأطراف المسيطرة على المنطقة تعرف جيداً أنّ التنظيم لا يزال آخر جيب له في الصحراء”، مشيراً إلى أنّ نظام الأسد وميليشيا “قسد” والاحتلالين الروسي والإيراني سمحوا للتنظيم بالفرار باتجاه الصحراء والتمركز في هذا الجيب الأخير.

وأضاف المصدر أنّ “تحرّكات التنظيم الأخيرة طبيعية فقط لأنّها منظّمة إرهابية، لكن ما هو أكثر من عمل إرهابي هو السماح لهذا التنظيم بالبقاء بينما استهدف المدنيين الفارّين من الحرب بين التنظيم ونظام الأسد”.

ويتعامل بعض قادة قوات الأسد مع “داعش” لتهريب الأشخاص والبضائع، بل إنّ الطرفين غطيا بعضهما البعض بموجب هدنة أو اتفاق بينهما، وأوضح الصحفي أنّ “هذه الهدنة أو الاتفاق ربّما تكون قد حدثت بعد زيارة عددٍ من قادة ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” لقواعد عسكرية في البادية القريبة من جيوب التنظيم، بما في ذلك “قاسم سليماني” في العام 2019، ووزير دفاع الاحتلال الإيراني في العام 2018″.

وقال المصدر إنّ سبب خسارة الاحتلال الروسي لبعض ضباطه على يد التنظيم، هو عدم تدريب هؤلاء الضباط على القيام بعمليات عسكرية في المناطق الصحراوية، موضّحاً أنّ الضباط الروس لا يعرفون الأماكن التي زرع فيها التنظيم الألغام.

وأشار إلى أنّ قوات الأسد تفشل في القضاء على التنظيم في البادية بسبب استنزاف قواته، فالنظام ليس لديه القدرات البشرية أو الفنية أو المادية لخوض هذه المعركة، ويعوّل بشكل أساسي على ميليشيات الاحتلال الإيراني، التي لا خبرةَ لها في محاربة التنظيم في ظلّ هذه الظروف.

واستبعد أنْ يشنّ التنظيم هجمات بهدف السيطرة على بعض المدن الرئيسية مثل مدينة السخنة، أكبر مدن البادية بعد تدمر، لكنّه أوضح أنّ التنظيم يشنَّ بشكل أسبوعي، هجمات على أطراف المدن الرئيسية، مثل البوكمال والميادين والعشارة والقورية والسخنة وتدمر والشعلة وكباجب، بين الحين والآخر.

كما قال القيادي السابق والخبير في شؤون الجماعات الجهادية، “عبد الرحمن الأسيف” في حديثه للموقع، إنّ “أهم عامل يساهم في صمود التنظيم هو هيكله التنظيمي، إضافة إلى إدارة عملياته بناءً على إستراتيجية مدروسة جيداً”.

وأضاف الأسيف أنّ “روسيا ستستمر في تلقي الهزائم من التنظيم طالما أنّها غيرُ مدركة لإستراتيجيته، وفي الوقت نفسه، تضخّم روسيا خسائر التنظيم من أجل تصوير نفسها على أنّها تحارب الإرهاب في وقت فشلت فيه الولايات المتحدة في التعامل بجديّة مع الإرهاب”.

واعتبر أنّ “كلّ هذه الدعاية لتبرير وجودها في سوريا ودعمها لقتلِ النظام للسوريين، وبعدَ كلّ شيء، جاءت روسيا إلى سوريا لدعم الأسد وليس لمحاربة الإرهاب”.

وكان مسلحو تنظيم “داعش”، نفّذوا ما لا يقلُ عن 35 هجوماً ضدّ قوات الأسد والميليشيات المساندة لها خلال شهر آب الماضي، ما أسفر عن مقتل 76 عنصراً من القوات الموالية للنظام بمحافظات حمص ودير الزور والرقة وحماة وحلب، وذلك في أعلى حصيلة منذ 2017، وفقاً لـ “مشروع مكافحة التطرف – CEP

وتغطي الصحراء السورية مساحة تقارب 80 ألف كيلو متر مربع، وتمتد إلى ريف السويداء وريف دمشق وريف حماة وحمص غرباً، وتصل إلى الحدود العراقية شرقاً، كما تمتد إلى الحدود الأردنية جنوباً، وأطراف محافظتي الرقة ودير الزور شمالاً, ما يمنح التنظيم القدرة على استهداف قوات الأسد والميليشيات الداعمة له، أثناء حركتها وتنقّلاتها من وإلى محافظة دير الزور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى