الميليشياتُ الإيرانيةُ تطالبُ برفعِ العزْلِ وتطردُ قواتِ الأسدِ الأمنيةِ من السيدةِ زينبَ

بدأت الصراعاتُ بين ميليشيات الاحتلال الإيراني التي تُسيطر على منطقة السيدة زينب جنوب دمشق من جهة، وعناصر الأمن والداخلية التابعين لنظام الأسد من جهة أخرى، إثرَ القرارات الجديدة التي أصدرتها حكومةُ نظام الأسد لعزْل المنطقة، بعد إفشال الميليشيات لقرار العزْل “عمداً” في المرّة الأولى.

ونقلت صحيفةُ “الشرق الأوسط”، عن مصادر محلية قولها, إنّ مشادّاتٍ كلامية تدور بين العناصر الأمنية التابعة لنظام الأسد، وميليشيات الاحتلال الإيراني في المنطقة بشكلٍ يومي.

وأضافت المصادر أنّ النزاع تحول في الأيام القليلة الماضية لاشتباك بالأيدي بين الطرفين، وانتهى بطردِ الميليشيات لعناصر الداخلية المكلّفين بتطبيق قرارات العزّلِ من المنطقة.

ووفقاً للمصادر, لم تقتصرْمخالفات الميليشيات في خرْقِ قرارات العزْلِ وإفشالها على الخروج من السيدة زينب والتنقّل في المناطق المجاورة، بل شملت تنقلاتها إلى العاصمة دمشق، وإدخال أشخاص إلى السيدة زينب وإخراجهم بشكلٍ مستمر، وسط مطالبات بإنهاء حالة عزلِ المنطقة بشكلٍ نهائي.

وبحسب المصادر فإنّ ميليشيات الاحتلال الإيراني برَّرت خرقها قرارات العزل، بعدم توفّرِ المواد الغذائية وتوقّفِ أعمال السكان في المنطقة، وأكّدت المصادر أنّ هدفَ الميليشيات الحقيقي هو عودة توافد الزوار الشيعة إلى المنطقة بشكلٍ مكثّف، كما كان قبل عزلِ المنطقة.

وأشارت إلى أنّ عدد المصابين بفيروس كورونا المعلنَ عنه رسمياً في السيدة زينب، 15 حالة، مؤكدةً أنّ المنطقة تحوي العشرات من المصابين الذين تُطبق عليهم عمليةُ العزل في منازلهم، في حين أولى الحالات التي تماثلت للشفاء في سوريا، كانت لأحد قاطني السيدة زينب من السوريين، كان قد حمل الفيروسَ قبل عودته من مدينة قم الإيرانية.

واعتبر أهالي المنطقة أنّ قرارات حكومة نظام الأسد بعزلِ السيدة زينب ساهمت بشكل كبير بمنع تفشّي الفيروس، كونَ المنطقة تضمُّ عدداً كبيراً من عناصر ميليشيات الاحتلال الإيراني الذين يتنقلون بين سوريا وإيران ولبنان، إضافةً لتواجد العديد من الطلاب اللبنانيين والعراقيين والباكستانيين والأفغان في الحوزات العلمية الإيرانية في السيدة زينب، والمقيمين في العاصمة دمشق.

وسبق أنْ صدرَ عن “الفريق الحكومي” التابع لنظام الأسد في ٢ نيسان الجاري، قضى بعزلِ منطقة السيدة زينب بشكل كامل، إلا أنّ ميليشيات الاحتلال الإيراني أفشلته، ولم تلتزم به، وتحدثت “الشرق الأوسط” حينها، نقلاً عن “مصادر أهلية” قولها, “لم يتغيّرْ شيء. معظمُ المسلحين وكثيرٌ من الغرباء يدخلون ويخرجون يومياً وعلى مدار اليوم”، واصفةً القرار الصادر عن حكومة نظام الأسد، والذي جاء بعد عزل بلدة عين منين، بـالـ “شكلي، لأنّه لا يوجد تطبيق له على الأرض”.

وسبق وأن نقلت الميليشيات قرابة ٩٠ شخصاً، من عناصر وقادة تابعين للحرس الثوري الإيراني، إلى فندق “الجميل بلازا”، الذي حولته مؤخّراً إلى مركز للحجر الصحي في منطقة السيدة زينب، خصّصته لعناصرها، وقاطني الحي الشيعة من ذوي أولئك العناصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى