الميليشياتُ الإيرانيةُ تعزّزُ تواجدَها في أريافِ حلبَ بإشرافِ “الفرقةِ الرابعةِ”

استقدمت ميليشياتُ الاحتلال الإيراني في الأيام القليلة الماضية تعزيزاتٍ عسكرية إلى ريفي حلب الجنوبي، وإدلب الشرقي، وذلك في إطار خطوات عسكرية جديدة تهدف إلى تعزيز أماكنِ تواجدِها في المنطقة.

ونقلت “زمان الوصل” عن مصدر أمني قوله: إنّ أوامر صدرت مؤخراً عن مكتب “ماهر الأسد” قائد “الفرقة الرابعة” التابعة لقوات الأسد والموالية للاحتلال الإيراني، تقضي بسحب ميليشيات تتبع لـ”الحرس الثوري الإيراني” من مناطق تمركزِها في “السفيرة، الواحة” شمال وشرق محافظة “حماة”، إلى كلٍ من “سنجار” و”أبو ظهور” بريف “إدلب” الشرقي، بالإضافة إلى “تل الضمان” المجاورِ لها في ريف “حلب” الجنوبي.

وأضاف المصدر: جرت عملية انسحاب الميليشيات تحت إشراف ضباط من “الفرقة الرابعة”, وتضمّنت تعزيزاتٍ بشرية تقدر بحوالي 3000 عنصر ٍمن جنسيات مختلفة “أفغانية وعراقية ولبنانية” يحملون بغالبيتهم بطاقات ووثائق شخصية سورية منحهم إياها نظامُ الأسد بعد أن قام بإدراجهم كعسكريين من مَلاكِ “الفرقة الرابعة”.

وبحسب المصدر ذاته فإنّ ميليشيات الاحتلال الإيراني قامت بنقل عتادٍ عسكري مؤلّف من 15 مدرعة ودبابة، و30 راجمة صواريخ و10 عربات “فوزديكا” معها إلى المناطق المذكورة، وذلك بعد أن حصلت عليها من المستودعات العسكرية التابعة لنظام الأسد في “تدمر” في ريف “حمص” الشرقي.

كما أوضح المصدرُ أنّ ميليشيات الاحتلال الإيراني عملت في الآونة الأخيرة على تعزيز نفوذها في محيط مدينة “حلب”، حيث سيطرت على معمل “الأسمنت” بأطراف حي “الشيخ سعيد” بعد أن أجبرت قوات الأسد على الانسحاب منه.

ويعتبر معمل “الأسمنت” من أبرزِ المواقعِ العسكرية لقوات الأسد في حلب, إذ يضم كتلاً وأبنية مرتفعةً تعطي الجهة المسيطرة عليه إطلالة واسعة على طرق الإمداد الواصلة بين ريف حلب الشرقي والجنوبي، فضلاً عن الطرقات المؤدّية إلى “الراموسة” ومطار “حلب” الدولي.

وأشار المصدر إلى أنّ ميليشيات الاحتلال الإيراني عملت منذ سيطرتها على معمل “الإسمنت” على تحويلِه إلى قاعدةٍ عسكرية محصّنةٍ لميليشياتها المتمركزة في حلبَ، في محاولة منها للحفاظ على موطئ قدَمٍ قوي لها في المنطقة من جهة، ومن أجل مجابهة نفوذ الاحتلال الروسي الذي أخذ يتنامى بصورة كبيرة على حسابها هناك من جهة أخرى.

وتعيش مدينةُ حلب صراعاً متصاعداً وغيرَ معلنٍ بين الاحتلالين الروسي والإيراني، في وقتٍ يحاول فيه كلُّ طرفٍ منهما فرضَ نفوذه وسيطرته على حساب الطرف الآخر في المنطقة، في ظلِّ غيابٍ شبهِ كاملٍ لنظام الأسد عمّا تشهده المدينةُ من أحداث.

وكانت وحداتُ الرصد والاستطلاع في “الجيش الوطني السوري” رصدت مطلعَ شهر تموز الجاري تحركاتٍ عسكرية كثيفةٍ على المحاور المقابلة للجبهة الممتدة من مدينة “مارع” وحتى شرقي مدينة “الباب”، وتضمّنت تعزيزاتٍ لميليشيا “قسد” وميليشيات الاحتلال الإيراني قادمةً من مدرسة المشاة في “حلب”، بغيةَ تدعيم تلك النقاط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى