الميليشياتُ الإيرانيةُ توشكُ أن تنتهيَ من توطينِ شيعةِ كفريا والفوعة في هذه الأحياءِ داخلَ حلب

وصل يوم الجمعة الفائت عددٌ من عناصر الميليشيات الإيرانية وعائلاتهم الذين ينحدرون من مدينتي كفريا والفوعة إلى محافظة حلب، قادمين من مراكز الإيواء في الساحل وحمص.

وقالت الميليشيات الإيرانية إنّها سلّمت العائلات الذين يُقدّر عددهم بـ 50 عائلة، عدداً من المنازل والشقق السكنية في حي المرجة داخل المحافظة، كما أفادت بأنّها ستستقبل 250 عائلة أخرى خلال شهر تموز الحالي.

وكانت قد صرّحت مصادر محلية موالية للنظام بأنّ أهالي حي المرجة في حلب تبرّعوا بـ 300 شقة سكنية لأهالي كفريا والفوعة، كما قدّمت طهران مساعدات أساسية للعوائل النازحة، ومن ضمنها تأمين الاحتياجات السكنية وترميم المنازل.

ولم تحضر أيّ جهة رسمية من مجلس محافظة حلب التابع لنظام الأسد اجراءات تسليم المنازل لأهالي كفريا والفوعة، حيث إنّه في حال أراد مجلس المحافظة تقديم الخدمات للأحياء الشرقية كالنظافة وتعبيد الطرق، فإنّ العملية تتم بإشراف ميليشيات “لواء الباقر” و”فيلق المدافعين عن حلب” اللذين تولّيا عملية تسليم المنازل.

يذكر أنّ عدد سكان مدينتي كفريا والفوعة الشيعيتين المواليتين لإيران يزيد عن 40 ألف نسمة، وقد خرجوا منهما على دفعتين بموجب اتفاق “المدن الأربع” في العامين 2016 و2017، وتوزّعوا حينها على مراكز الإيواء في حمص واللاذقية، في حين خرج الباقون في اتفاق الإخلاء الكامل في العام 2018.

وقد استقبلت مركز الإيواء في قرية جبرين شرقي حلب، العدد الأكبر من الدفعة الثانية، وتمّ نقلهم بعد فترة قصيرة إلى أحياء حلب الشرقية ليسكنوا في منازل وشقق المُهجّرين قسرياً من حلب الشرقية بإشراف الميليشيات الإيرانية.

يشار إلى أنّ ميليشيا “لواء الباقر” و”فيلق المدافعين عن حلب” كانا قد باشرا بتوطين عائلات كفريا والفوعة في حلب الشرقية في تموز 2018، وتمّ توزيع عشرات العائلات على 400 منزل لمُهجّرين من أحياء الصالحين والميسّر والمشهد والسكري والفردوس.

كما حصلت العائلات على مساعدات متنوّعة في مكان إقامتها الجديد قدّمتها الميليشيات والجمعيات والمؤسسات الخيرية الشيعية، ومنها “مجمع مهاد” و”مجمع الثقلين” و”مركز البصيرة”، وتضمّنت المساعدات فرشاً وأغطية ومواد غذائية واشتراكات بالمولدات الكهربائية.

الجدير ذكره أنّ جزءاً كبيراً من منازل المُهجّرين في حلب الشرقية متضررٌ بفعل قصف الأسد الجوي والمدفعي بين العامين 2012 و2016، ولا تصلح للسكن، وقد جرت عمليات ترميم لعددٍ كبيرٍ منها منذ بداية العام 2019 بدعم مباشر من “هيئة إعادة الإعمار الإيرانية” والميليشيات.

وانتهت أعمال الترميم في 50 منزلاً في حي المرجة نهاية حزيران 2019، ويستمر العمل بترميم ما تبقّى من منازل وشقق في المرجة والأحياء المجاورة، ليصل عددُها إلى 300 على الأقل، لاستيعاب الدفعات القادمة من عائلات كفريا والفوعة.

حيث تتنافس الميليشيات الإيرانية والأفرع الأمنية في حلب للسيطرة على منازل وعقارات المُهجّرين والنازحين السُنّة في حلب الشرقية، وحصة الميليشيات أكبر من حصة أفرع الأمن “العسكري” و”السياسي”، التي تتقاسم السيطرة على منازل وشقق للنازحين من الأحياء الغربية أيضاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى