الميليشياتُ الإيرانيّةُ تتمدّدُ في الجنوبِ السوري رغمَ الضمانةِ الروسيّةِ في 2018
أظهرت خريطةٌ حديثة ازديادَ نقاط تمركز الميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري “درعا، السويداء والقنيطرة”، خلافاً للاتفاق بين الفاعلين الدوليين حول هذه المنطقة في عام 2018، الذي تحوَّل فيه الاحتلال الروسي إلى “ضامن”.
مركز “جسور للدراسات” بالتعاون مع منصّة “إنفورموجين” لتحليل البيانات، نشر يوم الجمعة 20 آب خريطة، أوضحت أنَّ نقاط تمركز الميليشيات الإيرانية والأفغانية والباكستانية التي تقودها ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، بالإضافة لنقاط ميليشيا “حزب الله” اللبناني، قد ازدادت من 40 نقطةً أمنيّة في آب 2018، أي بعد تنفيذ الاتفاق مباشرة، إلى 88 نقطةً مع حلول الشهر الحالي.
وأشار مركز “جسور” إلى أنَْ “اللواء 90” التابع لقوات الأسد والمنتشر جنوبَ غربِ ريف دمشق وفي كامل القنيطرة والذي تبعد قيادتُه قرابة 20 كيلومتراً فقط عن هضبة الجولان، قد تحوّل إلى قاعدة استطلاع متقدّمة لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني وميليشيا “حزب الله” اللبنانية.
موضِّحاً أنَّ الضمانة الروسية، التي أقرَّها تفاهم “أمريكي- روسي- أردني- إسرائيلي” في 2018، تقضي على منع التغيير الديموغرافي، وإبعادِ ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني وميليشيا “حزب الله” عن هضبة الجولان مسافة 85 كيلومتراً، بالإضافة إلى عدمِ السماح لتلك الميليشيات التابعة لإيران بالتمدّد في جنوب سوريا، وفقً التقرير.
ورأى “جسور”، أنَّه في ظلِّ هذه المعطيات، “من الطبيعي أنْ تتراجعَ ثقةُ الفاعلين الدوليين المؤثّرين بملفِّ الجنوبي السوري بالتعهدات الروسيّة”.
لافتاً إلى أنَّ موسكو تسعى لاستثمار ورقة ضبطِ الوجود الإيراني في جنوب سوريا لتحسمَ مصير درعا البلد وريف درعا الغربي لصالحها، عن طريق عقدِ اتفاق مع المقاتلين المحليين وتسليمِ سلاحهم، وبموافقة الدول التي أقرَّت تسوية 2018.