الولاياتُ المتحدةُ: إيرانُ ستنسحبُ من سوريا بعدَما “دمرَّها كورونا”

اعتبر المبعوثُ الأميركي الخاص للشؤون الإيرانية، “براين هوك”، أنّ لدى الاحتلال الإيراني دوافع متزايدة للخروج من سوريا والانسحاب من حملة عسكرية تكلّفه مليارات الدولارات، “في ظلّ تضرّره من انتشار فيروس كورونا الذي دمّر البلاد”.

وفي حوار مع مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، قال هوك إنّ الولايات المتحدة لاحظت انسحاباً تكتيكياً لقوات الاحتلال الإيراني في سوريا، مضيفاً أنّ “إيران أعلنت عن نحو 7 آلاف حالة وفاة، استناداً إلى ما نعرفه، ربّما يكون الرقم خمسة أضعاف”.

وأضاف المبعوث الأميركي ، إنّ انسحاب قوات الاحتلال الإيراني من سوريا هو “شرط الولايات المتحدة والمجتمعِ الدولي لإعادة إعمار سوريا”، محاولاً بذلك إغراءَ نظامِ الأسد والاحتلال الروسي ، وتجنّب في كلامه أيَّ حديثٍ عن تنحيّ رأس نظام الأسد، أو تحقيق انتقال سياسي.

وقال هوك، “نحن نعلم أنّ ايران تستخدم سوريا كمنصة لتهديد إسرائيل وممرّاً للحفاظ على علاقاتها مع حزب الله لكنّ لديك عدداً من الناس يرغب في المضي إلى مرحلة ما بعد الحرب في سوريا، والنظام الإيراني هو العقبة أمام ذلك”.

وأشارت “فورين بوليسي” إلى أنّ تصريحات هوك تأتي وسطَ مؤشرات على أنّ حماسة الاحتلال الإيراني للحرب بالوكالة عبرَ الشرق الأوسط ربّما يكون انخفض مؤخّراً، خاصة مع وفاة أكثر من 7 آلافِ شخص في البلاد بفيروس كورونا حتى الآن، وهو الرقم الذي يعتقد مسؤولون أميركيون أنّه قد يكون أعلى بكثير.

وأكّد هوك أنّ لدى الولايات المتحدة العديد من السبل من أجل الضغط على الاحتلال الإيراني مالياً. 

وقال، “عندما أعلن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو قبل عامين عن إستراتيجيتنا الجديدة لإيران، أوضحنا أنّنا سنستمر في الوقوف مع الشعب الإيراني. ولذلك فرضنا عقوبات جديدة على 12 إيرانياً كانوا متواطئين في انتهاكات حقوق الإنسان. كان وزير الداخلية واحداً من الـ 12، كما فرضنا عقوبات على القضاة،  وهذه العقوبات رغم أنّها مالية، لكنّها عقوبات لها تأثير كبير، بالنظر إلى نفوذ أميركا في الاقتصاد العالمي”.

وأضاف “نحن نعلم أنّ الشعب الإيراني ليس لديه حكومة تمثّله، وإيران ليست دولة فقيرة، إنّها دولة غنية يحكمها اللصوص، والنظام يسرق شعبه وكذلك وكلاؤه، لذا بإمكانهم الاستمرار في مراقبة انهيار اقتصادهم وتجويع وكلائهم وسنواصل سياساتنا وبطرق عديدة، ولسنا على عجلٍ، لدينا سياسة جيدة. يحتاج النظام أنْ يقرّر متى يريد أنْ يأتيَ إلى الطاولة”.

وكانت المتحدّثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس قالت إنّ الهدف من حملة الضغط الأقصى ضدّ نظام الاحتلال الإيراني هو إرغامُه على التصرّف كأيِّ دولة طبيعية، وأنْ يقبل الحضور لإجراء المحادثات، مؤكّدةً أنّ الكرةَ اﻵن في ملعب إيران.

وقالت أورتاغوس، في مقابلة مع “إيران إنترناشيونال”، إنّ الولايات المتحدة تريد من دول العالم المهتمة بالكرامة الإنسانية، أنْ تنضمَّ إلى العقوبات ضدَّ نظام الاحتلال الإيراني وأنْ لا تتسامحَ معه. وأضافت أنّ على الشعب الإيراني أنْ يعلمَ أنّ أميركا بجانبه وستستمر في دعمه، وستواجه النظامَ الإيراني كلما شاهدتْ انتهاكاً لحقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى