بايدن يعلنُ عدمَ تمديدِ الإعفاءِ من العقوباتِ لشركةٍ أمريكيّةٍ تعملُ في مجالِ النفطِ شمالَ سوريا

قرّرت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عدم تمديد قرار الإعفاء من العقوبات الأمريكية بحقِّ شركة النفط الأمريكية “دلتا كريسنت إنرجي” التي تنشط في شمالِ شرقي سوريا.

ونقل موقع “المونيتور” اليوم، السبت 22 من أيار، أنَّ إدارة بايدن قرّرت عدمَ تمديد الإعفاء من العقوبات الذي منحته إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في نيسان 2020، لشركة “دلتا”.

وانتهى إعفاء الشركة من العقوبات الأمريكية بموجب قانون “قيصر”، في 30 من نيسان الماضي.

وكانت الإدارة قد منحتْ الشركة فترةَ سماحٍ مدّتها 30 يومًا، لإنهاء أنشطتها في المنطقة الواقعة تحت سيطرة القوات الأمريكية وميليشيات (قسد) في شمالِ شرقي سوريا.

وقدّم مسؤولو الإدارة الأمريكية قرارَ سحبِ التنازل عن إنتاج وبيع النفط في سوريا، الذي لا يزال يخضع لعقوبات شديدة بموجب قانون “قيصر”، على أنّه تصحيح للسياسة وليس تحوّلًا عنها، وعليه، من غيرِ المحتمل منحِ أيِّ شركات أخرى إعفاءات أيضًا.

ومن جهتها، شنّت الشركة حملة ضغط لتجديد الإعفاء، ولكنَّ المصادر المطّلعة على الجهود قالت لـ”المونيتور”، إنَّ “نجاحها غيرُ مرجّح”.

وشارك المبعوث السابق إلى سوريا، جيمس جيفري، في هذه الجهود، لكنَّه لم يردَّ على مزاعم بأنَّه كان يمارس الضغط لدعم تمديد التنازل عن عقوبات الشركة.

وقال مصدر في الإدارة، إنَّ الرئيس بايدن “لديه سياسة تجاه سوريا، وهذه السياسة هي أنَّنا لسنا في سوريا من أجل النفط، نحن في سوريا من أجل الناس”.

وكان ترامب صرَّح، في تشرين الأول وتشرين الثاني 2019، أنَّ القوات الأمريكية ستبقى في شمال شرقي سوريا “من أجل النفط فقط”، وأنَّه قد “يتعيّن عليها القتالُ من أجل النفط”، ما أثار ردودَ فعلٍ غاضبة من دمشق وأنقرة.

وأضاف المصدر في الإدارة، “لدينا حملة ضدَّ تنظيم (داعش)، ونركّز بشكلٍ كبيرٍ على تقديم المساعدة الإنسانية”، ويشمل ذلك السعي لإقناع روسيا بالتخلّي عن حقِّ “النقض” (الفيتو)، والسماح بدخول مساعدات الأمم المتحدة عبْرَ معبر “اليعربية” الحدودي مع العراق، والعمل مع تركيا لتخفيف الأزمة الإنسانيّة في محافظة إدلبَ.

وقال المصدر “الأمر بسيط ومعقول، قد يكون وقفُ عمليات (دلتا كريسنت إنيرجي) بمثابة حافزٍ لروسيا لتخفيف معارضة السماح للأمم المتحدة بمساعدة شمالَ شرقي سوريا عبْرَ العراق”.

يشير منتقدو صفقة “دلتا” أيضًا إلى مجموعة من التشابكات القانونية الدولية التي من المحتمل أنْ تنشأ عن تسويق النفط بموجب اتفاقية موقعة مع جهة فاعلة غير حكومية (وهي“ قسد”).

بينما يقدّم مؤيدو تمديد التنازل للشركة حجّة أخلاقية لمساعدة الكرد السوريين، الذين لعبوا دورًا حاسمًا في المساعدة على هزيمة التنظيم بعد أنْ قُتل أكثر من عشرة آلاف عنصرٍ من “قسد” والقوات التابعة لها في المعركة.

وقال أحدُ المصادر المطّلعة للموقع، “إذا كان بايدن صادقًا في التمسّك بحلفاء أمريكا، فهذه فرصة ذهبيّة لإثبات ذلك وللمساعدة في استقرارِ المنطقة، وبناءِ القدرات، وأنْ يصبح نموذجًا يُحتذى به لبقية سوريا”.

وبحسب المصدر، كانت الشركة تخطّط لبناء مصفاة للتخفيف من الأزمة البيئية الناجمة عن مئات المصافي المؤقّتة التي تنبعث منها الأبخرة وتلوث الأنهار في شمالَ شرقي سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى