برنامجُ الأغذيةِ العالمي، ضعفُ الدعمِ يؤثّر على الشرقِ الأوسطِ المشتعلِ منذ 13 عاماً
قالت المديرةُ الإقليميّة لمنطقة الشرقِ الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية لدى برنامجِ الأغذية العالمي، كورين فلايشر، إنَّ الناس في الشرق الأوسط “لم يحظوا باستراحةٍ” منذ الربيع العربي قبل 13 عاماً، ذلك وِفقَ ما شهدته المنطقةُ من أزمة لجوء مطوّلة، وانهيارٍ اقتصادي شبهِ كاملٍ في بعض البلدان، وتضخّمٍ غذائي مرتفع للغاية مرتبطٍ بالحرب في أوكرانيا.
فيما أشارت خلال مؤتمرٍ صحفي عُقدَ في نيويورك مساء الثلاثاء، “في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية، يعاني ما يقربُ من 50 مليون شخصٍ من انعدام الأمن الغذائي، وهذا ضعفُ ما كان عليه قبلَ الربيع العربي، والآن يتعيّن على برنامج الأغذية العالمي إطعامُ ستّة أضعاف عددِ الأشخاص الذين كانوا قبلَ الربيع العربي.
وأشارت إلى أنَّ التبرعاتِ لعمليات برنامج الأغذية العالمي عادت إلى مستويات ما قبلَ جائحة كوفيد، لكنَّ احتياجات الناس وأسعار المواد الغذائية زادت بشكلٍ كبيرٍ.
ولفتت بالقول إلى أنَّ هذا أجبرَ البرنامجُ على خفضِ عملياته “بشكلٍ كبيرٍ جدّاً”، وأعطت سوريا مثالاً حيث كان البرنامج قد اعتاد الوصول إلى ستّة ملايين شخصٍ كلّ شهرٍ، والآن يصلُ إلى حوالي مليونِ شخصٍ فقط.
وأكّدت على ضرورة حمايةِ تمويلِ البرنامج من الجهات المانحة الحالية، بما في ذلك الزيادةُ في المساهمات التي يقدّمها القطاع الخاص، والاستمرار في البحث عن جهاتٍ مانحةٍ جديدة، أما في الوقت الراهن.
منوّهةً بأنَّ البرنامج قد يضطرُّ إلى تحديد “الأكثر ضعفاً بين الأكثر ضعفاً” والتأكّدِ من وصوله إلى هذه الفئة على الأقلّ، ولكن “بالنسبة لزملائنا على الأرض، فإن تحديدَ من يحصل ومن لا يحصل (على المساعدات) هو الخيارُ الأصعب على الإطلاق”، وفقاً للسيدة فلايشر.