“بشار الأسد” يصدرُ مرسوماً ينصّ على أنّه يحقُّ للشبيح مالا يحقّ لغيره

أصدر رئيس النظام “بشار الأسد” يوم أمس الثلاثاء مرسوماً تشريعياً يقضي بإعفاء ذوي القتلى والجرحى ضمن قوات الجيش والأمن الداخلي التابعين لنظامه وميليشياته من رسوم رخص البناء ولمرّة واحدة فقط، بما فيه الرسوم عند قيامهم بإنشاء أو إصلاح أو ترميم أبنيتهم السكنية.

وعن تعريف “الجريح” وفقاً لمرسوم “بشار الأسد” فهو جريح الجيش والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي، والمدني هو من يعمل بإمرة الجيش الذي أصيب في الحرب أو العمليات الحربية، وأدّت إصابته إلى عجز كلّي أو عجز جزئي بنسبة 40% فما فوق.

وإن لم يستفد الجريح من أحكام المرسوم فيحقّ له اختيار قريبٍ من الدرجة الأولى، شريطة أن يكون الجريح مقيماً في البناء المراد إنشاؤه أو إصلاحه أو ترميمه.

حيث كانت رسوم البناء قد تجاوزت في مناطق النظام بين الأعوام (2013 – 2019) الحدّ المعقول وفقاً لتقارير إعلامية موالية، وبلغت نسبة الزيادة التي فرضتها تدريجياً نقابة المهندسين نحو 900 %، وتضمنت زيادة على أسعار رخص البناء التي كانت عام 2013 نحو 200 ليرة، وأصبحت في عام 2017 نحو 1300 ليرة، لتصل إلى 1800 العام الجاري للمتر المربع الواحد.

وبلغة الأرقام، فإنّ 200 متر مربع وهي مساحة المنزل المراد ترخيصه، و1800 ل.س أجور منح الرخصة عن كل متر مربع، فيكون الناتج 360 ألف ليرة سورية، ويمثل هذا الرقم لذوي الدخل المحدود “تحويشة العمر” في حال امتلكها أصلاً، وهو المبلغ الذي سيسقطه الأسد عن شبيحته، كما يوازي هذا الرقم قيمة قرض من “مصرف توفير البريد”، الذي يفترض أن يمنح القروض للموظفين في الدوائر الحكومية.

وإرضاءً لعناصر جيشه وشبيحته، أصدر “بشار الأسد” المرسوم رقم 9 المتعلّق برخص البناء، والذي تعتبره الناشطة الحقوقية “هديل صالح” قفزاً على الحواجز لمصلحة ذوي الشبيحة.

حيث كانت قد فقدت شريحة كبيرة منازلها بفعل الحرب وبقيت دون تعويض، بذريعة أنّ “الشبيحة قدّموا دمائهم فداءً لسيد الوطن”، وذلك بحسب الناشط “براء الشامي”.

ويذهب نشطاء بعيداً ويحذّرون من مغبة وتبعات هذا المرسوم الذي يصفونه بـ “المشؤوم”، ويقول أحد المهندسين الموظفين في قسم الخدمات الفنية بمحافظة دمشق التابعة للنظام: “يبدو أنّنا نواجه تكرار سيناريو المزة 86 التي سبق أن منحها رفعت الأسد شقيق حافظ الأسد لأزلامه، وهذا يعني نماذج بصرية مشوّهة ستحيط دمشق وغيرها كالسوار في المعصم، على غرار عش الورور ومساكن الحرس الجمهوري وغيرها”.

يشار إلى أنّ نظام الأسد كان قد منح عدّة تسهيلات وميزات كثيرة لجرحى قواته وذوي قتلاه، ومنها الأولوية في التوظيف والقروض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى