بلومبيرغ: بوتينُ يعاني من “صُداعٍ سوري”.. ونفذَ صبرَهُ من الأسدِ و”حاشيتِهِ”

قالت وكالة ”بلومبيرغ Bloomberg“ الأمريكية في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء 28 نيسان، إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ”نفذَ صبرَهُ“ إزاءَ حليفه، بشار الأسد، الذي لا يثبتُ امتنانه لبقائه في السلطة، بفضل التدخّل الروسي في سوريا.

ووفْقَ أربعة مصادر مطّلعة على مداولات الكرملين، فإنّ بوتين يريد من الأسد أن ”يُظهر مزيداً من المرونة في المحادثات مع المعارضة السورية“ بشأن الوصول إلى تسوية سياسية، لإنهاء عقدٍ من الأزمة والصراعِ المستمر.

وأثار رفضُ الأسد التنازلَ عن السلطة مقابلَ اعتراف دولي وربّما مليارات الدولارات للمساعدة في إعادة الإعمار، غضباً نادراً ضدّه، ظهرت في منشورات روسية مرتبطة ببوتين.

ونقلت الوكالة عن ألكسندر شوميلين، الدبلوماسي الروسي السابق، ومدير ”مركز أوروبا والشرق الأوسط“ المموّل من الحكومة الروسية قوله، إنّ الكرملين ”يريد التخلص من الصداع السوري“، وأنّ المشكلة تكمن في الأسد و“حاشيته“.

ونشرت أحدُ وسائل الإعلام المربطة برجل الأعمال الروسي يفيجيني بريجوزين، والمعروف باسم ”طبّاخ بوتين“، مقالاً يهاجم الأسد باعتباره فاسداً. وأشار المقال إلى أنّ استطلاعات الرأي تظهر أنّ الأسد يحظى بدعم 32 في المائة فقط من السوريين، وأدرج عدداً من البدائل المحتملة للأسد، من داخل النظام والمعارضة.

واختفى المقال من على موقع وكالة الأنباء الاتحادية بسرعة، وبعد أيام، نشر مجلس الشؤون الدولية الروسية، وهو مركز أبحاث للسياسة الخارجية أنشأه الكرملين، تعليقاً ينتقدُ حكومة الأسد، باعتبارها تفتقر إلى ”نهجٍ بعيد النظر ومرنٍ“ لإنهاء الصراع.

ويقول ألكسندر أكسينيونوك، الدبلوماسي الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الشؤون الدولية، إنّ الأسد ”إذا رفض القبول بدستور جديد، فإنّ نظام الأسد مُعرّضٌ لخطرٍ كبير“.

وقال مسؤول مقرّبٌ من الكرملين، إنّ المقال يشكّل إشارة قوية للأسد. وقال آخر مقرّبٌ من الزعيم الروسي، إنّ بوتين ينظر إلى الأسد على أنّه ”شخصية عنيدة مخيّبة للآمال، وأنّه استخدم وسائل الإعلام المرتبطة ببريجوزين لنقل ذلك”. لكنّ بوتين لا يزال غيرَ قادر على التخلّي عن الأسد، لأنّه لا يوجد حليفٌ آخر مناسب في سوريا.

ويضيف أكسينيونوك، أنّ المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف لإعادة صياغة الدستور في سوريا، وصلت إلى طريق مسدود عندما ”خرّب وفدُ النظام عمداً“ المفاوضات.

كما نقلت الوكالة عن دبلوماسي روسي معني بالشأن السوري قوله، إنّ التحذيرات من موسكو تعكس الإحباط في مجتمع الأعمال الروسي، من الفشل في دخول الاقتصاد السوري. وأنّ روسيا تدرك أيضاً مدى صعوبة الوضع في سوريا، مع فشلِ الأسد في توفير السلع الأساسية بسبب تفشّي فيروس كورونا، ومشكلة الشبكات الفاسدة التي تنبئ بخطر تمرّد في مناطق سورية في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى