بهذهِ الطريقةِ تُجنّدُ الميليشياتِ الإيرانيةِ المرتزقةَ وتحصلُ على الأموالِ في سوريا

تشكّل تجارة المخدرات أحد أهم مصادر تمويل ميليشيات الاحتلال الإيراني والجماعات المرتبطة بها في سورية، فقد حوّلت ميليشيا “حزب الله” اللبناني، الميليشيا الأبرز التابعة للاحتلال الإيراني مناطق سيطرته إلى سوق حرّة لتجارة وترويج المواد المخدّرة، وسط صمت مريب من مسؤولي نظام الأسد .

وفي حديث لـ “أورينت نت” قال أمجد الساري الناطق باسم شبكة عين الفرات المحلية “إنّ المخدرات تأتي من مصدرين، قسم يصل من الاحتلال الإيراني عبر بوابة البوكمال، عن طريق الميليشيات الإيرانية، أما الكمية الأكبر فتأتي من مزارع ميليشيا حزب الله في لبنان”.

وتنتشر المخدرات بأنواعها كالحشيسش والأفيون والهيرويين والكبتاغون وغيرها من الحبوب المخدّرة المتعددة الأسماء بين الشبان والمراهقين في الجامعات والمدارس، و خاصة في كلّ من حمص وطرطوس واللاذقية، وتكاد لا تخلو المواقع والصفحات الإخبارية الموالية لنظام الأسد يومياً من أخبار هذه الظاهرة التي تحوّلت إلى أمر طبيعي وسط تواطؤ وتسهيلات من قبل ضباط نظام الأسد مقابل حصولهم على مبالغ مالية باهظة.

ويؤكّد المحامي اللبناني “طارق شندب” لأورينت نت أنّ “عملية نقل المخدرات تتمّ عبر مواكب حزبية تحمل صفة رسمية يمنع تفتيشها أو الاقتراب منها، ويتمّ ذلك تحت أنظار الأجهزة الأمنية لنظام الأسد، وبتسهيلات كبيرة منها “.

و أضاف أنّ “ميليشيا الحزب تزرع الحشيش في الجنوب اللبناني و تصنّع المواد المخدّرة في القصير بريف حمص، ثم توزّعها إلى كافة المناطق السورية، كما تهرّبها إلى دول الجوار والخليج العربي من الجنوب السوري عبر البوابة الأردنية”.

ويشكّل الشباب العاطل عن العمل بيئة خصبة لانتشار المخدّرات بسبب ظروف الحرب المستعرة التي يشنّها نظام الأسد وميليشاته متعدّدة الجنسيات على الشعب السوري وما نتج عنها من موت و ألم و قهر و جوع وتشتّت وحرمان.

ويشير طارق شندب إلى أنّه “إضافة للحصول على التمويل يهدف الاحتلال الإيراني من نشر المخدرات لتجنيد أكبرَ عددٍ ممكن من الشباب والمراهقين، وضمّهم إلى صفوف المرتزقة، حيث يتمّ تقديم إغراءات متعدّدة بدءاً بالمال إلى السلاح ثم بطاقات المعونات الإغاثية و انتهاءاً بالحشيش”.

ويضيف الساري أنّ” أغلب عناصر ميليشيات الاحتلال الإيراني مدمنون على المخدرات ويحصلون عليها بأسعار مخفّضة، وغالباً ما ينضمّ الكثير من الشبان والمراهقين إلى المرتزقة بسبب توفر هذه المواد اللعينة”.

و يقول أبو ثائر (اسم مستعار) من جرمانا بريف دمشق إنّ “حبوب (الكيف ويا مسهرني) منتشرة بشكل كبير في المنطقة وتعتبر حواجز الميليشيات و أكشاك الأفرع الأمنية بمثابة نقاط بيع وتوزيع لها”.

بينما يعلّق أبو محسن ساخراً “كلّ يومين هيئة مكافحة المخدرات بتطلّع تصريح بإلقاء القبض على مروّجي المخدّرات، ولكن كل هالشي كذب، وإذا عملو شي بلحقو الصغار وبتركو التجار الكبار”.

و تؤكّد عدّة مصادر محلية أنّ عمل ميليشيا “حزب الله” لا يقتصر على زراعة وصناعة وتجارة المخدرات والأسلحة بل يتعدّاه الى الاتجار بالبشر، فهي تقوم بالاتفاق مع ضباط الفرقة الرابعة في قوات الأسد والموالية للاحتلال الإيراني بتهريب الشباب السوريين بين سوريا ولبنان وفي كلا الاتجاهين مقابل الحصول على مبالغ مالية طائلة .

الجدير بالذكر أنّ منطقة القلمون الغربي الحدودية بين سوريا ولبنان إضافة إلى منطقة الساحل تشهد اشتباكات متكرّرة بين ميليشيات “الدفاع الوطني” و “حزب الله”، بسبب خلافات على تقسيم أرباح تهريب المخدّرات في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى