بيدرسون: إدلبُ تشهدُ هدوءاً نسبياً بعدَ الاتفاقِ التركي – الروسي
قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، “غير بيدرسون” إنّ مدينة إدلب، في الشمال الغربي من البلاد، شهدت هدوءاً نسبياً خلال هذا الشهر، نتيجةَ التقدّم في التعاون الروسي التركي على الأرض، وفْقاً لاتفاق آذار، معرِباً عن أمله في أنْ يتمَّ الحفاظ على هذا الهدوء.
وأوضح بيدرسون في جلسة لمجلس الأمن الدولي، انعقدت عبرَ دائرة تليفزيونية حول الأزمة السورية، أنّ هذا الهدوء تخلّلته حوادثٌ عنيفةٌ محذِراً من “تجنّب العودة إلى القتال الشامل والانتهاكات التي شهدناها من قبلُ”.
وأعرب المسؤول الأممي عن خيبة أمله من أنّ العملية السياسية لم تحقّق بالفعل تحسينات ملموسة في حياة السوريين، مشيراً إلى أنّ هناك إحساساً واسعَ الانتشار بأنّ المنافسة الدولية أكثرُ بروزاً من التعاون، حيث يدفع السوريون الثمنَ.
وأشار إلى دعوة المجلس جميع الأطراف إلى ضمان فترة هدوء مستدامة في جميع أنحاء البلاد، مشدّداً على ضرورة أنْ يعمل اللاعبون الرئيسيون معاً، حتى يتمّ الحفاظُ على الهدوء الكبير في العديد من المناطق وتعزيزه وتوسيعه ليصبح وقفاً لإطلاق النار على الصعيد الوطني، كما جاء في القرار 2254.
وأكّد على الحاجة إلى “نهج يضمن الاستقرار ويحمي المدنيين ويحترم القانون الإنساني الدولي احتراماً تاماً”.
وأوضح السيد بيدرسون أنّ الأزمة السورية لن تحلَّ فقط من خلال وضع دستور جديد، “ولكن إذا استطاعت اللجنة الدستورية أنّ تعمل بجدية، فإنّها يمكن أنّ تبنيَ الثقة، وتقدّم مساهمة مهمة في التسوية السياسية.”
وأعرب عن استعداده لعقد جلسة ثالثة للهيئة المصغرّة للجنة الدستورية في جنيف بمجرد أنْ تسمحَ ظروف السفر العالمية بذلك، مشيراً إلى أنّه يبقى على اتصال بالرئيسين المشاركين بشأن موعد عقد الدورة المقبلة.
وحذّر “بيدرسون” من أنّ خطر تفشّي “كورونا” لا يزال قائماً، على الرغم من اكإعلان نظام الأسد رسمياً عن 58 حالة فقط، مشيراً إلى بدءِ تخفيف الإجراءات المبكّرة التي اتّخذها نظام الأسد في سبيل احتواء الجائحة،وحذّر من العواقب المدمّرة في حال انتشار المرض.
وقال بيدرسون إنّ أزمة “كورونا” أضافت عبئاً جديداً إلى المأزق الاقتصادي السوري الخطير والمتفاقم، نتيجةَ العديد من العوامل والإجراءات الداخلية والخارجية على مدى عقدٍ من الصراع، مشيراً إلى استمرار انخفاض قيمة الليرة السورية في الأسابيع الأخيرة، مما انعكس على القوة الشرائية للسوريين العاديين.
وشدّد المبعوث الأممي على أهمية التعاون الدولي المتجدّد والهادف، وبناء الثقة بين أصحاب المصلحة الدوليين والسوريين، مرحّباً بالحوار الروسي الأمريكي وأهميته بالإضافة إلى ضامني أستانا وهم تركيا وإيران وروسيا.
شدّد “بيدرسون” في ختام حديثه، على أهمية “العمل معاً لدعم تحقيق عملية سياسية ذات ملكية وقيادة سورية، تيسرها الأمم المتحدة وتسترشدُ بقرار مجلس الأمن 2254، في سبيل تحقيق تسوية سياسية تلبّي التطلّعات المشروعة لجميع السوريين وتستعيد السيادة الكاملة لسوريا ووحدتها واستقلالها.