بيدرسون: السوريونَ يُخرجونَ بمظاهراتِ سلميّةٍ بسببِ تردّي الأوضاعِ الاقتصاديةِ

قال المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون” خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي إنّ السوريين يخرجون بمظاهرات سلمية نتيجة لتردّي الأوضاع الاقتصادية, وطالب نظام الأسد بالإفراج عن المعتقلين خاصة مع تفشّي فيروس “كورونا”.

وتطلّع المبعوث الأممي خلال مداخلته إلى تحقيق تقدّم في العملية السياسية وفقاً للقرار “2254”, وإنهاء جميع أشكال العنف, ووقفِ إطلاق النار على المستوى الوطني, وتهيئة الظروف للاجئين السوريين والنازحين للعودة إلى منازلهم بطريقة آمنة وطوعية وكريمة.

وأشار “بيدرسون” إلى الانهيار الحادّ للوضع الاقتصادي في سوريا, وأضاف أنّه خلال أسبوع واحد فقط، شهدت الليرة السورية تدهوراً أكبر مما شهدته خلال تسع سنوات من الأزمة قبل أنْ ترتفعَ إلى حدٍّ ما. إلا أنّ تقلبات سعر صرف العملة والأسعار لا تزال حادّة، وبلغ معدل التضخم أعلى مستوى في الأشهر الستة الماضية.

ونوّه إلى أنّ الأزمة الاقتصادية ضربت كافة أنحاء سوريا بغضّ النظر عن الطرف المسيطر عليها, وارتفعت أسعار الأدوية، وأصبحت أكثرَ ندرة، وارتفعت أسعار الغذاء بشكلٍ كبيرٍ وتعطلت شبكات الإمداد. وانخفضت القدرة الشرائية للسوريين بشكلٍ كبير، فالأجور “سواء في القطاع العام أو الخاص” غيرُ كافية لتلبية الاحتياجات اليومية.

وأشار “بيدرسون” إلى أنّ التقديرات تشير إلى أنّ 80% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر قبلَ التدهور الأخير، ولا شكّ أنّ الوضع أكثر صعوبة اليوم، وأنّ الفقر يزداد حدّة, وبحسب تقديرات برنامج الغذاء العالمي, فإنّ حوالي 9.3 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، 2 مليون منهم معرضون للخطر بزيادة تصل إلى 42% عن العام الماضي.

وأكّد المبعوث الأممي أنّ السوريين يخرجون في مظاهرات سلمية في بعض المناطق في الأسابيع الأخيرة, مثل السويداء ودرعا وإدلب, وذلك نتيجة تردّي الوضع الاقتصادي.

وفي حديثه عن الوضع في شمال غرب سوريا, قال “بيدرسون” إنّ الهدوء الذي خلّفه الاتفاق التركي – الروسي مستمرٌ إلى حدٍ كبير, إلا انّ هناك إشارات مقلقة, أهمها تسجيل غارات جوية نفذتها طائرات الاحتلال الروسي بعد ثلاثة أشهر من الاتفاق, ما تسبّب بحركة نزوح للمدنيين.

وأكّد أنّه حصل على تطمينات روسية – تركية للحفاظ على الهدوء في شمال سوريا, وأضاف “ما زلت أناشد استمرار الهدوء في إدلب وأماكن أخرى ووقفِ إطلاق النار على الصعيد الوطني وفقاً للقرار 2254”.

وعن اللجنة الدستورية السورية , أكّد المبعوث الأممي, “انّني جاهز لعقد وتيسير الدورة الثالثة للجنة الدستورية بقيادة وملكية سورية, ومع إدراكي بأنّ القيود الدولية على السفر لا تزال سارية، فإنّني آمل أنْ يكون عقد دورة في جنيف ممكناً في نهاية شهر آب”.

وأوضح أنّ “الحقائق التي تواجه الشعب السوري لا يمكن معالجتها من خلال مناقشة الدستور وحده, وستواجه الأطراف السورية صعوبات كبيرة في حلّ مشاكل سوريا بدون دبلوماسية حقيقية بين الأطراف الدولية الرئيسية صاحبة النفوذ– فهناك خمسة جيوش دولية لا تزال تعمل في أنحاء البلد بالإضافة إلى عددٍ من الإجراءات تتخذها عددٌ من الدول فيما يتعلّق بسوريا”.

وشدّد على “أهمية وصول المساعدات الإنسانية بشكلٍ كامل ومستدامٍ ودون عوائق، باستخدام كافة الآليات المتاحة، بما في ذلك الوصول المتزايد عبْرَ الخطوط وعبْرَ الحدود”.معتبراً أنّ وصول المساعدات الإنسانية لايزال أمراً ضرورياً.

وكرّر مناشدته لنظام الأسد للقيام بعمليات إفراج عن المعتقلين والمختطفين “خاصة من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى” واتخاذ إجراءات أكثر فعالية بشأن المفقودين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى