تجارٌ يغلقونَ محلاتِهم في دمشقَ إحتجاجًا على انهيارِ الليرةِ
مع تجاوز سعر صرف الدولار عتبة الـ800 ليرة سورية نهاية الأسبوع المنصرم، أغلقت عشرات من المحلات التجارية أبوابها في العاصمة السورية دمشق.
وقامت دوريات التموين التابعة لنظام الأسد مدعومة بعناصر من الأمن جالت في أسواق الضاحية وسجلت مخالفات بحقّ أصحاب المحلات المغلقة وهدّدتهم بالاعتقال إذا لم يفتحوا أبواب محلاتهم.
وذكر موقع «صوت العاصمة» في وقت سابق أنّ عشرات المحلات التجارية في قدسيا أغلقت أبوابها خلال اليومين الماضيين كنوع من الاحتجاج على تدهور سعر صرف الليرة وارتفاع الأسعار وفقدان السلع من الأسواق”.
وأوضح أنّ دوريات الأمن السياسي هدّدت أصحاب المحلات بالاعتقال بتهمة الإضراب إذا لم يفتحوا محلاتهم مباشرة.
وعزت مصادر اقتصادية تدهور قيمة الليرة السورية أمام الدولار إلى التدابير المالية التي اتخذها لبنان على خلفية تأزّم الأوضاع فيه، والتي أدّت إلى ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء في سوريا، بعد قيام تجّار لبنانيين كبار بسحب الدولار من السوق السورية، وزيادة اعتماد لبنان على سوريا لسحب مستورداته الاستهلاكية عبْرَها، لتمويلها بالعملة الصعبة عبر السوق السوري، في المقابل يعجز المودعون السوريون في المصارف اللبنانية عن سحب إيداعاتهم لتمويل مستورداتهم ما زاد الطلب على الدولار وأدّى إلى ارتفاع سعره، رغم الإجراءات الشديدة للمصرف المركزي السوري.
وسجل سعر صرف الدولار الأميركي في سوريا ارتفاعاً غيرَ مسبوق، إذ قفز خلال 22 يوماً من 650 ليرة إلى 820 ليرة، ما أدى إلى ارتفاع أسعار معظم السلع والمواد الغذائية بنسبة 35 في المائة، وبدأت بعض المواد الأساسية تغيب عن الأسواق كمادة السكر التي ارتفعت من 350 ليرة إلى 700 ليرة. وعادت الطوابير إلى المؤسسات الاستهلاكية الحكومية التي تتقيد بالأسعار الرسمية.
وتبدو حكومة نظام الأسد عاجزة عن وضع حدٍّ للتخبّط الحاصل في الأسواق المحلية وفي شلل حركتها، ما بين ضبط الأسعار ومعاقبة المخالفين وتهديدهم بالإغلاق، وما بين تهديد المنكفئين عن البيع بالاعتقال إذا لم يفتحوا محلاتهم، وما بين هذا وذاك تواصل محافظة دمشق ملاحقتها لأصحاب البسطات الصغيرة، فتصادر بضائعهم وتغلق باب رزقهم في بلد أكثر من 80 في المائة من سكانه يعيشون تحت خط الفقر بعد ثماني سنوات من الحرب.