تحذيراتٌ أميركيةٌ لروسيا قبيلَ جلسةٍ طارئةٍ لمجلسِ الأمنِ بشأنِ إدلبَ

صعّدت الولايات المتحدة تحذيرها للاحتلال الروسي فيما يتعلّق بسياستها في سورية، وقالت إنّ موسكو تحاول تحدّي وجودها في شمال شرق سورية من خلال انتهاك شروط اتفاق منع الاشتباك، كما تساعد في تصعيد القتال بمحافظة إدلب بشمال غرب سورية.

وقال المبعوث الأميركي الخاص بسورية، جيمس جيفري أمس الأربعاء، إنّ بلاده “تشعر بقلق بالغ” إزاء الهجوم الذي تشنّه قوات الأسد بدعم من الاحتلال الروسي في إدلب، وطالب موسكو مجدّداً بوقفه.

وأضاف “هذا صراع خطير يتعيّن وضعَ حدٍّ له، وعلى روسيا أنْ تغيّر سياساتها”.

ودعت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لعقد جلسة بمجلس الأمن الدولي يوم الخميس لبحث الوضع في إدلب.

وخفّف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من خططه لسحب قواته من سورية بعد انتقادات في الكونغرس، وأبقى على حوالي 600 جندي معظمُهم في شمال شرق سورية، غير أنّ الولايات المتحدة ليس لها قوات على الأرض في شمال غرب سورية ومن ثم لا سيطرة لها هناك تمكّنها من فرض موقفها.

وقال جيفري, لا نرى ضلوع الاحتلال الروسي وحسب في دعم الهجوم على إدلب، بل أيضاً الاحتلال الإيراني وميليشيا “حزب الله”, وأضاف لا نعلم إنْ كان الهجوم يهدف للسيطرة على الطريق (M4 وM5) فحسب، أم سيستمر لأبعدَ من هذا، في إشارة إلى الطرق الاستراتيجية السريعة التي تربط حلب بحماة واللاذقية على ساحل البحر المتوسط.

وأضاف أنّ بإمكان الاحتلال الروسي أنّ يغيّر سياساته ويلبّي متطلبات المجتمع الدولي دون الإطاحة بنظام الأسد. وقال “تلك المتطلبات ليست خارقة… هي تتطلب تغييراً في سلوك نظام الأسد. هذا النظام ما كان ليبقى أسبوعاً واحداً لولا دعم الاحتلال الروسي.

وقال جيفري إنّ هناك المزيد من الوقائع الدالة على انتهاك الاحتلال الروسي لشروط منع الاشتباك في شمال شرق سورية، فيما وصفه بأنّه محاولة لتحدّي وجود الولايات المتحدة هناك, وتابع قائلاً: “حاولوا بضع مرّات… التعمّق داخل المنطقة التي نوجد بها نحن و(قسد) داخل الخطوط الرئيسية التي رسمناها. تلك هي المرّات التي تقلقني”.

وأضاف أنّ هذه المرّات ليست كثيرة، لكنها آخذة في التصاعد، وقال “هذا مثير للقلق”، ودعا الاحتلال الروسي إلى الالتزام التام باتفاقات منع الاشتباك المبرمة مع الولايات المتحدة.