تحذيراتٌ عديدةٌ من مخاطرَ جديدةٍ ستواجه الوجودَ الأمريكي في منطقةِ شمالِ شرقِ سوريا
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً جاء فيه، بعد عام من استيلاء القوات المدعومة من الولايات المتحدة على آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية داعش في سوريا، فإنّ حوالي 10 آلاف من مقاتلي التنظيم المعتقلين في سجون يديرها الأكراد، يشكلون “خطراً كبيراً” على مهمة الولايات المتحدة في شمال شرقي البلاد،
وفي فترة الشهرين الماضيين قام مقاتلو داعش المتشدّدون، باحتجاجات على ظروف احتجازهم، وخوفاً من انتشار فايروس كورونا بينهم ، فقاموا بأعمال شغب مرّتين في أكبر معتقلاتهم بالمنطقة وهو سجن الحسكة.
وصرّح القادة الأميركيون لمحقّقين من مكتب المفتّش العام في البنتاغون،إنّ تلك الاضطرابات، رغمَ إخمادها، تشكّل “مخاطر عالية لعمليات هروب جماعية”، وكانت الاستنتاجات بمثابة تحذيرات جديدة ومثيرة للقلق للقوة الأميركية الموجودة في المنطقة، لدحرِ الإرهاب، بحسب التقرير
واليوم تمّ الإبلاغ عن أعداد قليلة من وفيات كورونا في شمال شرقي سوريا، لم تكن السجون منها. لكن عمال المساعدة الإنسانية يعربون عن مخاوف جدّية من حدوث تفشٍ كبير بالنظر إلى تدهور البنية التحتية بالمنطقة والاكتظاظ الشديد في سجونها.
والسجون تواجه هجمات متجدّدة من مقاتلي داعش، وضغوطاً من القوات الروسية التي تدعم نظام الأسد، ومخاوف من الإصابة بالفيروس المستجِد.
مايقارب عشرة آلاف سجين يقبع في تلك السجون، مايقارب ثمانية آلاف من السكان المحليين، وهم سوريون أو عراقيون، و 50 دولة أخرى امتنعت حكوماتهم الأصلية عن إعادتهم.
كما يوجد في السجون عشرات السجناء أوروبيون من دول مثل بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ، لكنّ أكثرهم ينحدرون من الشرق الأوسط، بما في ذلك مصر وتونس واليمن.
وأكّد المسؤولون الأميركيون أنّ القوة الكردية التي تحتجز مقاتلي داعش لا تملك القدرة على التحقيق معهم أو محاكمتهم، كما يرى مسؤولو مكافحة الإرهاب الغربيون أنّه كلما طالت فترة احتجاز المقاتلين الأجانب، أصبحوا أكثرَ تطرفا وزادت احتمالات هروبهم بشكلٍ جماعي.
وتدير قوات قسد أكثر من عشرة مخيمات يجتمع فيها عشرات آلاف الأسر النازحة، بمن فيهم زوجاتٌ غيرُ سوريات لمقاتلي داعش، وأطفالهم. ويشمل ذلك معسكر الهول الذي يقع على بعد حوالي 25 ميلاً جنوب شرق الحسكة ويؤوي حوالي 70 ألف شخصٍ في ظروف لاانسانية.
وصرّح مسؤولو مكافحة الإرهاب من خوفهم من أنّ تعزّز هذه البيئة اتصالات داعش وشبكتها المالية، وعن كونها مناطق خصبة للجيل القادم من المتطرّفين الإسلاميين.
وقال نيكولاس هيراس، رئيس معهد الأمن في معهد دراسات الحرب في الشرق الأوسط، إنّ “عدد سجناء داعش يفوق عددً قوات سوريا الديمقراطية، والظروف السيئة بشكل عام في هذه السجون تدفع المعتقلين إلى تحمّل مخاطر أكبر للهرب”.
وأضاف أنّ “لدى داعش أيضا سياسة طويلة الأمد للسعي إلى إخراج مقاتليه من السجن، مما يجعل مرافق قوات سوريا الديمقراطية محطّ تركيز جهود التنظيم لتجديد صفوفه في سوريا والعراق “.
أبلغ الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية للجيش، في اذار الماضي، ، الكونغرس، بأنّ احتجاز المقاتلين الأجانب والمحاولات المستمرة للتطرف في معسكرات النزوح، يمثل جزءاً من المشكلة.
وصرّح الجنرال ماكنزي إنّ القوات الأميركية وحلفاءها يساعدون في التخفيف من مخاطر أمن السجون من خلال تدريب وتجهيز الحرس الكردي والمساعدة في بناء هياكل أكثر أمناً. لكنّه وصف تلك الجهود بأنّها “إسعافات تكتيكية وليست حلاً طويل الأمد”.
في ذلك الوقت اتفق قائد القوة الكردية مظلوم عبدي مع الجنرال ، وقال في رسالة بعد أول أعمال شغب في سجن الحسكة “يجب على حلفائنا إيجاد حلٍّ جذري سريع لهذه المشكلة الدولية”.
الجدير بالذكر انّ البنتاغون زاد المبلغ الذي يخصّصه لإصلاح وتجديد وبناء منشآت احتجاز جديدة من عشرة إلى عشرين مليون دولار، بالإضافة أنّ وزارة الدفاع تدفع لقوات سوريا الديمقراطية ما بين 500 ألف دولار ومليون دولار كمرتبات للحرّاس والتكاليف الأخرى، وفقاّ لمسؤولين في البنتاغون