تحذيراتٌ من هجرةِ ملايينَ السوريينَ بسببِ أزمةِ المياه والجفافِ
قال تقريرٌ نشرَه موقع” صوتِ أمريكا” إنَّ ملايينَ السوريين في مختلف أنحاء البلاد، يواجهون أزمةً خطيرة ناجمة عن عدمِ توفّر كميات كافيةٍ من المياه الصالحة للشرب، وهو ما ساهم في انعدامِ الأمن الغذائي، وتراجعِ سبل العيش، ودفعِ المزيد للهجرة بحثاً عن حياةٍ أفضلً.
حيث أنَّ التقريرَ يرى السوريين قد يضطّرون إلى الهجرة بعد سنواتٍ قضوها في ظلِّ الحرب، بسبب الجفاف وتفشّي البطالةِ وقلّةِ المساعدات الإنسانية.
حيث شدّد الباحثُ في معهد (وودز) للبيئة بجامعة ستانفورد على خطورة الوضعِ في سوريا وأنَّها تُعزى بدرجة كبيرة إلى تأثير التغيّر المناخي في المنطقة.
ولفت إلى أنَّ موجات الجفاف تحدثُ بانتظام في سوريا، وغيرِها من بلدان المنطقة المعروفة بمناخها شبه الجافِ بشكلٍ طبيعي، لكنَّ الأمور تفاقمت بسبب التغيّرات المناخية الأخيرة، وسوف تشهدُ العديدُ من دول الشرق الأوسط توتّراتٍ قد تمتد لفترات طويلة من الزمن نتيجةَ قلّةِ المياه.
فيما قالت المتحدّثةُ باسم المكتب الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للشرق الأوسط وشمالِ إفريقيا، إنَّ محطاتِ معالجة المياه والصرفِ الصحي الضرورية للحفاظ على إمداداتِ المياه الصالحة للاستهلاك البشري، معطّلةٌ في سوريا بنسبة 50%.
وأكّدت أنَّ الوضع الحالي يختلف بشكلٍ جذري عن عام 2011، إذ كان ما يزيد عن 90% من السكان يحصلون على المياه الصالحةِ للشرب.
واستند التقريرُ إلى تقديرات الأمم المتحدة التي تفيد أنَّ ما لا يقلُّ عن 12.4 مليون سوري يعانون من انعدامِ الأمن الغذائي وسيزداد هذا الرقمُ، إلى جانب معدّلاتِ سوء التغذية، سوءاً مع الجفاف.
لا سيما أنَّه “لا مفرَّ من أنْ تزدادَ الأزمة سوءًا، ونتوقع أنَّها ستؤدي إلى نزوح، وضعف قدرة السكان على الاستمرار في معيشتهم”، لافتةً إلى أنَّ أزمة المياه سوف تكون عقبةً أخرى في طريق عودة السوريين إلى حياتهم الطبيعية بعد عقدٍ من الصراع، بحسب مفوّضيةِ الأمم المتحدة
حيث أكّدتْ أنَّ السوريين “باتوا يشعرون بالضيق والتعب، بسبب تفشّي البطالةِ وقلّةِ المساعدات الإنسانية، وهذا لا يترك أمامهم سوى خيارات قليلةٍ للنجاة، وبالتالي فإنَّ الكثيرَ منهم سوف يسعى إلى الهجرة والخروج من البلاد”.