تحقيقٌ مصوّرٌ يكشفُ عن جريمةِ حربٍ في إدلبَ (فيديو)
أظهر تحقيقٌ أجرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أدلّةً على ارتكاب جريمة حرب في هجوم صاروخي بمدينة إدلب شمال سوريا, أسفر عن استشهاد 39 شخصاً في سوق شعبي وسطَ مدينة معرّة النعمان، يوم 22 تموز الماضي.
اتبع الهجوم أسلوباً يُعرف بـ”الضربة المزدوجة”، حين يلي الغارةَ الجوية الأولى هجومٌ ثانٍ باستخدام الطائرة نفسِها, وهو ما أدّى إلى استشهاد رجال إنقاذ كانوا يحاولون مساعدة المصابين.
ويدعم المحتل الروسي نظام الأسد في الوقت الذي يحاول فيه استعادة المنطقة من فصائل الثورة السورية.
بحسب ما أورده التحقيق، حمَّل نشطاء محليون المحتل الروسي مسؤولية الجريمة، لكنّ الأخير نفى ضلوع قواته في الهجوم، ولم يُصدرْ أيَّ تعليق عن نظام الأسد.
أحد أفراد شبكة نشطاء، الذين يرصدون حركة الطائرات الحربية في الشمال المحرَّرِ، قال إنّ الطائرة الحربية التي نفّذت تلك الضربة المزدوجة أقلعت من مطار حميميم، وهو مطار تديره قوات الاحتلال الروسي، يقع على بُعد نحو 80 كم من مدينة معرة النعمان.
وذكرت “بي بي سي” أنّ حكومة نظام الأسد لم تردَّ على الأسئلة التي طرحتها عليها حول الهجوم.
وذكرت أيضاً أنّ وزارة خارجية الاحتلال الروسي لم تردَّ كذلك على الأسئلة التي طرحتها عليها حول الهجوم.
في حين صرّحت الخارجية البريطانية بعد الاطلاع على تحقيق “بي بي سي”، قائلة: “ما زلنا نعتقد أنّ استهداف المدنيين عن عمدٍ وبتخطيط مسبَقٍ، جريمة حرب. وقد دأبنا على مطالبة روسيا ونظام الأسد بتوضيح موقفهم من الهجمات التي تطول المنشآت المدنية، ولم نتلقَّ حتى الآن تفسيراً واضحاً لشنّ تلك الهجمات”.
بدوره ردَّ السيناتور جايمس ريش، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، قائلاً: إنّ “استهداف عناصر الإنقاذ يُعَدُّ انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي وجريمةً ضد الإنسانية”.
ومنذ نيسان 2019، كثّفت قوات الأسد بدعم من الاحتلالين الروسي والإيراني، من عملياتها العسكرية على مناطق ريف إدلب الجنوبي، وبعض مناطق ريف حماة الشمالي؛ وهو ما تسبّب في استشهاد وجرْحِ مئات المدنيين، إضافة إلى سيطرة قوات الأسد على بلدات وقرى بعد نزوح سكانها ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية والمنشآت.
ومنطقةُ إدلبَ مشمولةٌ باتفاق توصّلت إليه تركيا مع الاحتلال الروسي بسوتشي الروسية، في سبتمبر 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق سيطرة قوات الأسد والفصائل الثورية، لكنّ طيران نظام الأسد والاحتلال الروسي سجَّل خروقاتٍ جسيمة واجهت استياءً تركيّاً.