تحقيقٌ يكشفُ ثروةَ أقرباءِ الأسدِ الباهظةِ في موسكو.. والكرملين ينفيْ علمَه ويعتبرُ الأمرَ لا يعنيه

نشر موقع المنظمة المعادية للفساد “غلوبال ويتنس” يوم أمس الاثنين تحقيقاً يكشف امتلاك أفراد من عائلة “مخلوف” أبناء خال رأس النظام “بشار الأسد” ما لا يقل عن (40) مليون دولار من الأملاك الخاصة، وذلك في منطقة ناطحات السحاب في العاصمة الروسية موسكو.

حيث يؤكّد التحقيق المعلومات التي تفيد بأنّ أموال النظام قد سُربت من سوريا طوال فترة الحرب، مشيراً إلى أنّ “حافظ مخلوف” وخمسة أشخاص آخرين من أفراد عائلته، من بينهم زوجة “رامي مخلوف” قد اشتروا عقارات في منطقة “موسكو سيتي” بمركز موسكو الدولي للأعمال، والتي تقدّر قيمتها بعشرات ملايين الدولارات.

ويظهر التحقيق أنّ القروض التي تمّ تأمينها بخصوص بعض الممتلكات قد تكون لأغراض غسل الأموال من سوريا إلى موسكو، حيث استخدم لمعظم مشتريات “حافظ مخلوف” صيغة قرض لبناني تحمل العديد من السمات المميزة لغسل الأموال، وربما بغرض نقل الأموال إلى خارج روسيا.

ويشير التحقيق إلى أنّ شركات “حافظ مخلوف” الروسية تلقت قروضاً من شركة “نيلام أوفشور” اللبنانية، والتي يديرها “هيثم عباس” و”حسن شريف”، وهما شقيقا “محمد عباس” و”عمار شريف”، اللذان عاقبتهما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لدعمهما نظام الأسد.

كما أظهرت وثائق الملكية وقواعد البيانات المرورية المسرّبة المكتشفة من قبل “غلوبال ويتنس” أنّ “حافظ مخلولف” وزوجته قد استخرجا رخص قيادة روسية لهما واشتريا عقاراً في موسكو وسيارتي بورش كايين ومرسيدس.

بالإضافة إلى الممتلكات العقارية لـ “حافظ مخلوف”، فقد استخدم أيضاً “إياد مخلوف” و”إيهاب مخلوف” التوأمان وأصغر إخوة “مخلوف” الأربعة، شركة مسجلة في روسيا لشراء نصف طابق في برج الاتحاد في موسكو بقيمة (9,5) مليون دولار، كما اشتريا عقاراً ومكانين لوقوف السيارات في مدينة العواصم.

ووفقاً لسجلات الملكية الروسية، فلم يُؤجَّر حتى الآن إلا واحد من (20) عقاراً من عقارات مخلوف في ناطحات سحاب موسكو، وهو ما يشير إلى أنّ معظم العقارات لا تستخدم تجارياً.

وتعتبر عائلة “مخلوف” أغنى العائلات في سوريا وثانيها من حيث السطوة والنفوذ، حيث سيطرت على (60%) من الاقتصاد السوري على مدار سنوات، وخضع كلُّ أفراد عائلة “مخلوف” تقريباً لعقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لكونهم الممولَ الرئيسي لنظام الأسد في حملة العنف التي شنّها الأسد ضد الشعب السوري.

وكانت قد ظهرت تقارير تكشف دعم مصارف روسية لنظام الأسد بعد تجريد أفراد عائلته من تأشيرات الدخول الأوروبية وتجميد حساباتهم المصرفية، الأمر الذي يشير إلى أنّ نظام الأسد كان يستخدم موسكو كملاذ آمن بديل في حال تأزّمت الأوضاع أكثر في سوريا.

وبدوره علّق المتحدّث باسم الرئاسة الروسية “دميتري بيسكوف” على المعلومات التي تؤكّد امتلاك أقارب رأس النظام “بشار الأسد” عقارات في قلب العاصمة الروسية موسكو بأنّه لا يعنيهم، حيث أشار “بيسكوف” خلال مؤتمر صحفي إلى أنّ “الرئاسة الروسية لا تمتلك معلومات حول ما إذا كان أقارب الأسد قد اشتروا عقارات في مجمع موسكو سيتي في العاصمة الروسية”.

وتابع “بيسكوف” بالقول: “ليس لدينا معلوماتٌ وهذا لا يعنينا، في روسيا يوجد سوق حرّ، حيث يشتري الكثير من المواطنين الروس والأجانب العقارات هنا، وهي ممارسة عادية وواسعة النطاق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى