تخبّطٌ وتناقضٌ أمريكيٌّ.. بعدَ إنشاءِ قواعدَ جديدةٍ, واشنطن تتحدّثُ عن موعدِ سحبِ قواتِها من سوريةَ

قال وزير الدفاع الأمريكي “مارك إسبر” إنّ بلاده تقوم “حالياً بسحب القوات من شمال شرق سورية”، محدّداً عددَ الجنود الذين سيبقون لـ”حماية آبار النفط”.

وقال “إسبر”أمس الخميس في تصريحات صحيفة ” نقوم حالياً بسحب قواتنا من شمال شرق سورية”. وكان قد أكّد خلال مؤتمر صحفي أمس الأربعاء في قاعدة “لويس” بواشنطن، أنّ انسحاب قوات بلاده من مدينة عين العرب/كوباني، قد يستغرق “أسبوعاً آخر أو نحو ذلك”، متحدّثاً عن أنّ “البنتاغون”، سيُُبقِي في سورية مئات الجنود.

وقال إنّ الانسحاب الأمريكي سيكون جزئي، حيث سيبقى ما يتراوح بين 500 إلى 600 جندي أمريكي في المنطقة، من أصل 1000 جندي كانوا متواجدين، قبل إعلان الرئيس الأمريكي قراره بالانسحاب العسكري من سورية.

وأضاف “مهمتنا هي هزيمة داعش، سيكون لدينا حوالي 500 إلى 600 جندي هناك، ما زلنا ننقل قواتنا من شمال شرقي سورية، هذه العملية جارية”، مشيراً إلى أنّ المهمة الأساسية للقوات الأمريكية ستكون حماية حقول النفط، معتبراً أنّ “الطريقة التي نضمن بها الهزيمة الدائمة لداعش هي حرمانُهم من الوصول إلى حقول النفط، لأنّهم إذا تمكّنوا من الوصول إلى حقول النفط، يمكنهم توفير إيرادات، وإذا تمكّنوا من تحقيق إيرادات، يمكنهم الدفع للمقاتلين وشراء الأسلحة والقيام بعمليات”.

وكان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” جدّد أمس الأربعاء عزم بلاده الاحتفاظ بالسيطرة على حقول النفط شمال شرق سورية، على الرغم من تقليص وجودها العسكري في المنطقة، وأضاف خلال استقباله للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” “تركنا قوات في سورية فقط لتأمين حقول النفط”.

ويتركّز 90% من إنتاج النفط في سورية في المناطق الشمالية الشرقية، التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، والآن تخضع لسيطرة “قسد”، المدعومة من الولايات المتحدة.

وتتناقض تصريحات المسؤولين الأمريكيين مع الوقائع على الأرض, حيث بدأت القوات الأمريكية بإنشاء قاعدتين عسكريتين في منطقتي “القامشلي” و”القحطانية” بريف الحسكة الشمالي الشرقي.

وأكّدت وكالة “هاوار” التابعة لـ”قسد” أمس الخميس إنّ قوات أمريكية أنشأت موقعين عسكريين الأول شرق مدينة “القحطانية (القبور البيض) والثاني في قرية “هيمو” على الأطراف الغربية لمدينة القامشلي.

وأوضحت أنّ قافلة عسكرية أمريكية ضمّت قرابة 20 شاحنة محمّلة بمعدّات عسكرية إلى جانب عددٍ من المدرّعات دخلت من الأراضي العراقية إلى الحسكة عبر معبر الوليد في ناحية اليعربية/تل كوجر، وسارتْ برفقة عناصر ميليشيا “الأسايش” التابعة لـ”قسد”.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت، في تشرين الأول الماضي، انسحاب القوات الأمريكية من مناطق شرق الفرات في سورية، بعد إطلاق تركيا عمليتها العسكرية هناك ضد “قسد”، والتي انتهت بعد التوصّل لاتفاق بين أنقرة وواشنطن، يقضي بانسحاب “قسد” حتى عمق 30 كيلو متراً، بعيداً عن الشريط الحدودي مع تركيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى