تركيا تقدّمُ للولاياتِ المتحدة مقترحاً يتعلّقُ بمناطقَ شمالَ شرقِ سوريا

قدّمت تركيا مقترحاً رسمياً إلى الولايات المتحدة يتعلّقُ بمناطق شمال شرق سوريا التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد” بدعمٍ أمريكي، ومحاربةِ تنظيم “داعش”.

وقالت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية إنَّ المقترحَ التركي يتضمّنُ استعدادَ أنقرة لتولّي مهمّةِ محاربةِ تنظيم “داعش” في سوريا، مقابلَ انسحابِ القوات الأمريكية من منطقة شرق الفرات وتوقّفِها عن دعمِ ميليشيا “قسد”، التي تعتبرها تركيا امتداداً لتنظيم “حزب العمال الكردستاني” (PKK) المصنّفِ كمنظمة إرهابية.

ووفقاً لما ذكره مسؤولون أتراك فإنَّ العرضَ يشمل تحمّلَ أنقرة مسؤوليةَ إدارة ملفّ عشراتِ الآلاف من أسرى “داعش” وعائلاتهم المحتجزين في مخيّمات الهولِ وغيرها، بالإضافة للموقوفين في سجون “قسد” بمناطقَ شمالَ شرق سوريا.

وأشاروا إلى أنَّ هذه المسؤوليةَ لطالما شكّلت تحدّياً أمنيّاً وإنسانياً للتحالف الدولي و”قسد”، في وقت استفادت منه الأخيرةُ في ابتزاز التحالف لمرّات عدّة.

وبحسب الوكالة، فإنَّ واشنطن لم تصدر حتى الآن أيَّ ردٍّ رسمي على الاقتراح التركي، وسطَ ترقّبٍ لكيفية تعاملِ الإدارة الأمريكية مع هذه المبادرة التركية.

ويُتوقع أنْ يشكّل هذا العرضُ محورَ نقاشات بين الجانبين في الفترة المقبلة، مع احتمال انعكاسه على العلاقات الثنائية التي شهدت توتّراتٍ متكرّرة في السنوات الأخيرة، وقد يؤدي التوافقُ على هذا العرض نهايةً لهذا التوتّر.

وكان الرئيسُ التركي، رجب طيب أردوغان قد أشار في تصريحات أمس الأربعاء إلى أنَّ بلادَه مستعدّةٌ للواقع الجديد الذي سيخلّفُه الانسحابُ الأمريكي المحتمَلُ من سوريا.

موقع (BBC) نقل عن مصادرَ دبلوماسية في أنقرة قولها إنَّ تصريحاتِ أردوغان بشأن الانسحاب الأميركي المحتمَلِ من سوريا تأتي استناداً إلى مراجعةِ السياسة الأميركية في المنطقة، والتي قد تشمل انسحاباً في 2025-2026.

وأضافت المصادر أنَّ آخرَ لقاءٍ رفيعِ المستوى بين أنقرة وواشنطن حول سوريا كان في أيلول الماضي، عندما التقى القائمُ بأعمال وكيلِ وزارةِ الخارجية الأميركية جون باس بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان ومسؤولين آخرين.

ويشدّد الدبلوماسيون على أنَّ الولايات المتحدة لن تنهيَ وجودَها في سوريا إلا بعد التوصّلِ لاتفاق شاملٍ مع تركيا، قد يتضمّن التزامَ تركيا بالاستمرار في محاربة “داعش” وضمانِ أمنِ حلفائها في المنطقة.

وتُثار قضيةٌ أخرى بين تركيا والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين هي مصيرُ نحو 5 آلاف معتقلٍ من أعضاء “داعش” المحتجزين في سجون تديرها “قسدٌ”.

ويهدف الوجودُ العسكري الأميركي في سوريا أيضاً إلى موازنة القوى مع روسيا وإيران، اللتين تملكان قواتٍ في المنطقة، وهنا تثار تساؤلاتٌ حول ما إذا كانت الفجوةُ التي سيتركها الانسحابُ الأميركي سيملؤها نظامُ الأسدِ أم تركيا والجماعاتٌ المرتبطةُ بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى