تركيا تنتقدُ رفضَ حلفائِها عمليتَها المحتملةَ شمالَ سوريا
انتقدت تركيا مواقفَ بعضِ الدولِ الحليفة الرافضَ للعملية العسكرية المحتملةِ ضدَّ ميليشيا “قسدٍ” شمالي سوريا.
جاء ذلك خلالَ تصريحٍ للمتحدّثِ باسم حزب العدالةِ والتنمية الحاكم، عقبَ اجتماع اللجنةِ المركزية للحزب، حيث تمَّ استعراضُ مواقفِ الدولِ الحليفة والصديقةِ لتركيا من العملية العسكرية التي أعلن إردوغان أنَّها ستشمل منبجَ وتلّ رفعت، اللتين تخضعان لسيطرةِ “قسدٍ” وتوجد بهما قواتُ روسية.
وأوضح تشيليك أنّه كلما “قطعت تركيا شوطاً جديداً في مكافحة الإرهاب أو خطّطتْ لعملية جديدة، تشعر بعضُ الدول الحليفة، الديمقراطية على وجهِ الخصوص، بالقلق”.
وتؤكّد أنقرة أنَّ الهجمات على أراضيها من المناطق التي تسيطر عليها “قسدٌ”، والتي تشكّل وحداتُ حمايةِ الشعبِ الكردية أكبرَ مكوناتها والتي تصنّفها تركيا تنظيماً إرهابياً وتعتبرها امتداداً لحزب العمالِ الكردستاني في سوريا، تصاعدت بشكلٍ كبيرٍ في الآونة الأخيرة وإنَّه يتعيّنُ عليها التحرّكُ لإبعادِ الميليشيا لمسافة 30 كيلومتراً عن حدودِها.
كما تتّهم تركيا كلّاً من الولايات المتحدة وروسيا بعدم تنفيذِ التزاماتهما بموجب تفاهماتٍ أوقفت بموجبها عمليةَ “نبع السلام” العسكرية التي استهدفت مواقعَ قسدٍ في شمالِ شرقي سوريا في تشرين الأول 2019.
وكانت الولاياتُ المتحدة عبّرت عن قلقها من أيِّ هجومٍ جديد في شمال سوريا قائلة إنَّه سيعرّض القواتِ الأميركية للخطر ويقوّضُ الاستقرارَ في المنطقة.
كما قال المتحدّثُ باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوين، إنَّ التكتل يحثُّ على ضبطِ النفس بخصوص العمليةِ العسكرية التركية المحتملةِ في شمال سوريا. إذ ينبغي معالجةُ مخاوفِ تركيا الأمنيّةِ عبرَ الوسائل السياسية والدبلوماسية، وليس بالعمل العسكري، كما يرى أنَّ ظروف العودةِ الآمنة للاجئين السوريين لم تتحقّق حتى الآن، وأنَّه لا يزال محافظاً على سياسته إزاءَ اللاجئين لضمان حمايتهم على أراضيه.
وحذّرت إيطاليا من تداعيات سلبيّةٍ للعملية العسكرية التركيّةِ المحتملةِ.
وقالت نائبةُ وزيرِ الخارجية والتعاونِ الدولي بالخارجية الإيطالية، مارينا سيريني، في إفادةٍ قبل يومين، إنَّ إردوغان أعلن أنَّ عمليةً عسكرية جديدة في شمالي سوريا ستنطلق قريباً، وهو ما يعزّز احتمالَ حدوثِ المزيد من التداعيات السلبيةِ على الاستقرار الإقليمي والحملةِ العسكرية ضدَّ تنظيم “داعش”.
وأضافت سيريني أنَّ المعطياتِ الآن تشير إلى أنَّ روسيا ستعمل على الأقلّ في الوقت الحالي، على إبعادِ سوريا عن المواجهة الروسية الأوكرانية، حتى لا تفتح جبهةً معقّدةً من العلاقات مع تركيا، لافتةً إلى أنَّها تجنّبت زيادةَ الضغط العسكري على إدلب خلال فترةِ هجومِها على أوكرانيا.
في المقابل، أعلن المبعوثُ الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، أنَّ روسيا تعتبر عمليةَ تركيا العسكرية المحتملةَ في سوريا “عملاً غيرَ حكيم” لأنَّها قد تتسبّب في تصعيد الوضع وزعزعةِ الاستقرار.
وأكّد لافرنتييف، الذي يترأس وفدَ بلاده في محادثات “مسار أستانا” التي انطلقتْ في العاصمة الكازاخية نور سلطان، أمس الأربعاء، أنَّ روسيا لن تغضَّ الطرفَ عن العملية العسكرية التركية الجديدةِ في شمال سوريا مقابلَ موقفِ أنقرةَ من انضمام فنلندا والسويد للناتو، الذي ترفضُه بلادُه.