تزايدٌ مخيفٌ في إصاباتِ “الكوليرا” في شمالِ غربي سوريا
لا تزال أعدادُ الإصابات بمرض “الكوليرا” تسجّلُ ارتفاعًا في شمال غربي سوريا، وسطَ ظروفِ النزوح في مراكز الإيواء المؤقّتةِ، التي فاقمها الزلزالُ المدمّرُ الذي ضرب المنطقةَ في 6 من شباط الماضي.
ووفق أحدثِ الإحصائيات الصادرة عن “برنامج الإنذار المبكّر والاستجابةِ للأوبئة” المنشورة أمس الأربعاء والتي تغطّي حتى 10 من شهر نيسان، بلغت أعدادُ الحالات الجديدة المشتبهِ بإصابتها بالمرض 465 حالةً، بينما وصل عددُ إجمالي الحالاتِ المشتبه بها منذ بدءِ انتشار المرض إلى 65 ألفًا و683 حالةً، وإجمالي العيّنات الإيجابية إلى 594 إصابةً، وإجمالي عددِ الوفيات إلى 23 حالةُ.
وسجّلت مناطقُ تلّ أبيض ورأس العين، بريف محافظةِ الحسكة شمالَ شرقي سوريا، 19 حالةً جديدة مشتبهةً، ليرتفعَ إجمالي الحالاتِ إلى أربعة آلاف و334 حالةً، منهم 44 حالةً ثبُتتْ إصابتُها، وسجّلت أعدادُ الوفيات حالتين، منذ بدءِ انتشار المرض.
ومنذ مطلعِ العام الحالي، لم تصدرْ وزارةُ الصحة في حكومة الأسد إحصائياتٍ حول أعدادِ الإصابات أو الوفياتِ الناتجة عن “الكوليرا”.
ومع فقدانِ كثيرٍ من الأهالي بيوتَهم جرّاء الزلزال المدمِّر، برزت مراكزُ الإيواء كاستجابةٍ إنسانيّةٍ عاجلةٍ، لتوفير المأوى للمتضرّرين، إلا أنَّ معظمَها يفتقرُ لأساسيات لا غنى عنها، بصرف النظرِ عن طبيعة المأوى، ما يفتح البابَ واسعًا أمام الأمراض والأوبئة، في منطقةٍ يعاني فيها القطاعُ الصحي حالةَ “ضعفِ مناعةٍ” سبقت الزلزالَ وتفاقمت معه أكثرَ.
وفي إحدى حلقاتِ برنامج “شو مشكلتك”، استعرضت عنب بلدي، نهايةَ شباط الماضي، واقعَ حياة متضرّرين جرّاءَ الزلزال، يقيمون في مركز إيواءِ “الخير” بإدلب، وهو عبارةٌ عن خيامٍ خفيفة شبهِ فارغةٍ نُصبت على أرض طينية، تغيب فيه النظافةُ، ويقتصر حضورُ النقطةِ الطبية على ساعتين في اليوم فقط.
ومطلعَ آذار الماضي، أطلق “فريقُ لقاح سوريا” بالتعاون مع مديرية الصحة في إدلب حملةَ تلقيحٍ ضدَّ مرض “الكوليرا”، وبلغ العددُ الإجمالي للملقَّحين ضمن الحملةِ مليونًا و669 ألفًا و186 شخصًا، بحسب إحصائيّةٍ صادرةٍ عن الفريق.